منزل رسوليّان في یزد، منزل قديم أصبح اليوم كليةً

في أرجاء مدينة یزد، توجد العديد من المباني التاريخية الجميلة، التي تجعل الزيارة إلى هذه المدينة تجربة ممتعة لا تُنسى. يعد منزل الرُسوليّان في یزد واحداً من هذه المباني التاريخية، ويعود تاريخه إلى أكثر من 100 عام. وسُمي هذا المبنى بـ منزل الرُسوليّان نسبة إلى بناءه من قبل الحاج ميرزا كاظم الرُسوليّان. وكان المعماري الذي صمم هذا المنزل هو محمد حسين محمد رحيم.

فناء منزل الرُسوليّان في یزد

خصائص منزل الرُسوليّان في یزد

تم بناء منزل الرُسوليّان في عام 1904 ميلادي. في تلك الفترة، كانت إيران تمر بتطورات سياسية هامة، مما أدى في نهاية المطاف إلى تغيير السلالة الحاكمة. وعلى الرغم من أن هذا المنزل كان يستخدم في البداية كمنزل سكني، إلا أنه يُستخدم حالياً كمبنى لكلية الفنون والهندسة المعمارية في یزد. وبناءً على ذلك، تُعتبر هذه الكلية واحدة من أجمل كليات إيران.

منظر جميل لحوض منزل الرُسوليّان في یزد

من النقاط الهامة حول منزل الرُسوليّان في یزد، هو وجود ضريح الأستاذ محمد كريم بيرنيا، والد العمارة التقليدية في إيران، في هذا المبنى. توفي في عام 1997 ميلادي ودفن في هذا المنزل بناءً على وصيته. بيرنيا، الذي وُلد في عام 1920 ميلادي، قام خلال حياته بالعديد من الأبحاث في مجال العمارة التقليدية الإيرانية وكتب العديد من المقالات التي ساهمت في تعريف الناس بهذا الفن الأصيل.

عمارة منزل الرُسوليّان في یزد

كما هو الحال مع العديد من المباني الإيرانية، يتكون منزل الرُسوليّان من منطقتين: المنطقة الخارجية والداخلية. في المنطقة الخارجية، يمكن ملاحظة حوض المنزل، والقاعة، والطابق السفلي، وبادكير (برج الرياح)، وغرف أرسّي (غرف ذات نوافذ كبيرة). في المنطقة الداخلية، التي تُعد مكاناً للحياة الخاصة والعائلية، يوجد غرف ذات ثلاث نوافذ وخمس نوافذ، وبادكير، وقاعة، وبرج صغير، وفناء مزخرف. كما يقع حمام المنزل بين المنطقة الداخلية والخارجية. وبما أن الحمام كان يُعتبر في الماضي تقنية مكلفة، وكان الناس عادة ما يستخدمون الحمامات العامة، فإن وجود حمام في هذا المنزل القديم يُظهر أن صاحبه كان شخصاً ذا مكانة اجتماعية.

في الداخل، يوجد فناء واسع مع حوض جميل في وسطه. وقد زادت الأشجار الجميلة المحيطة بهذا الحوض من جمال الفناء. كان هذا الفناء في الماضي يُستخدم لإقامة مراسم روضه‌خوانی (قراءة مجالس عزاء الإمام حسين عليه السلام)، إمام الشيعة الثالث. وقد أُحيط هذا الفناء بغرف المبنى، حيث أُقيمت جميع الغرف باستثناء الغرف الواقعة في الزاوية الجنوبية الغربية في طابق واحد.

في الزاوية الجنوبية الغربية من الفناء، توجد شرفة واسعة. أما في الزاوية الشمالية الشرقية، فهناك شرفة منخفضة، حيث يحجب ظلها ضوء الشمس المباشر عن الغرف. في الواقع، كان كل جزء من الأجزاء التي توجد في الفناء الرئيسي يُستخدم وفقاً للاتجاهات والمواسم: في فصل الشتاء كان يتم استخدام الجزء الجنوبي من الفناء، وفي الصيف يتم استخدام الجزء الشمالي، بينما كانت الأجزاء الأخرى تُستخدم في فصلي الخريف والربيع.

غرف منزل الرُسوليّان

غرفة خمس نوافذ تقع بين غرفتين أخريين. ترتبط غرفة الخمس نوافذ بالغرف الأخرى من خلال ممر. يقع بادكير (برج الرياح) على غرفة في الزاوية الجنوبية الشرقية من المبنى، وهي الغرفة المعروفة باسم حوض المنزل. إن وجود بادكير فوق هذه الغرفة كان يُساعد على تدفق الهواء بشكل جيد خلال أيام الصيف الحارة، مما يجعل الغرفة أكثر برودة مقارنةً ببقية أجزاء المنزل.

النوافذ الجميلة ومن الزجاج الملون في منزل الرُسوليّان

نظرًا لأن الهواء الساخن له كثافة أقل، فإنه يرتفع دائماً إلى الأعلى، وبالتالي فإن الطابق السفلي عادة ما يكون أبرد من بقية أجزاء المنزل. لذلك، كانت الطوابق السفلية في المنازل القديمة تُستخدم لتخزين المواد الغذائية. لم يكن الطابق السفلي في منزل الرُسوليّان فقط مكاناً لتخزين المواد الغذائية، بل كان أيضاً مكاناً للراحة خلال أيام الصيف الحارة.

تسجيل منزل الرُسوليّان في قائمة التراث الوطني

تم تسجيل هذا المعلم في قائمة التراث الثقافي الإيراني في عام 1997 ميلادي (1376 هجري شمسي) كأثر وطني.