جامعة جندي شابور دزفول الصناعیة ، تراث أكاديمي عمره 1800 عام

قبل 1800 عام، وفي عهد الملوك الساسانيين، كانت هناك جامعة في إيران تسمى (جندي شابور)أو (غندي شابور). ويعتبر هذا المركز من أقدم المراكز التعليمية في العالم حيث کان یتم فيه التعليم في مجال الطب والفلسفة واللاهوت والعلوم. وفي ذلك الوقت، کان قد تم  أيضًا إنشاء وتأسیس مستشفى للتعليم الطبي في هذه الجامعة، و كانت هذه المستشفی تعتبر أهم مركز طبي في العالم في القرنين السادس والسابع الميلادي. وبعد عدة قرون من إنشاء جندي شابور، تم إنشاء جامعة أخرى في مدينة دزفول وبالقرب من مکان تأسیسها ، وهي  تعرف اليوم باسم (جامعة جندي شابور دزفول).

جامعة جندي شابور دزفول:نبذة تاریخیة

في عام 1972م (1351م)، تبلور في أذهان المسؤولين في ذلك الوقت قرار إنشاء مركز تعليمي في مدينة دزفول، كمركز لإنتاج العلوم الإيرانية القديمة،. وبالتالي ، وبعد سبع سنوات، بدأ هذا المركز في استقطاب الطلاب بأربع كليات وهي کلیة الهندسة والعلوم والطب والزراعة. لکن هجوم العراق على إيران أدی الی تعطیل  أنشطة هذه الجامعة منذ  الأيام الأولى لإنطلاق عملها . و كانت جامعة جندي شابور  خلال السنوات الثماني من الحرب العراقية المفروضة علی إيران تعتبر مركزًا لحفظ جرحى الحرب.

وأخيراً، في عام 1988م (1367هجری شمسی)إاستأنفت هذه الجامعة نشاطها رسمياً من خلال  قبول الطلاب في مجال (لشؤون العامة للبناء) في مرحلة الدیبلوم لجامعة وبعد أربع سنوات، بدأ قسم وفرع (الآلات الميكانيكية)عمله علی مستوی الدیبلوم أيضًا . و في السنوات التالية استمر التوسع في مباني الجامعة مع زيادة عدد الأقسام والفروع الدراسیة  والطلاب.

 و تنشط في هذه الجامعة  حاليا خمس كليات (الكهرباء والکومبیوتر)، (الهندسة المدنية)، (الميكانيكیا)، (العمارة والتخطيط العمراني)، و(العلوم الأساسية) وقسمین تعليميين وهما (الهندسة الكيميائية) و(العلوم الإسلامية) ويدرس في هذه الکلیات أكثر من ألفي طالب. وتعتبر هذه الجامعة حاليًا واحدة من أفضل الجامعات الصناعية في إيران.

الأنشطة البحثية لجامعة جندي شابور للتكنولوجيا

تم تحديد ثلاثة مراكز بحثية في هيكل الجامعة: "مركز أبحاث جندي شابور"، و"مركز أبحاث التكنولوجيا الحيوية النانوية للأغذية"، و"مركز أبحاث المياه والطاقة والبيئة". ويتم في مركز أبحاث جندي شابور،  تحديد الخطط وتنفيذها وفقًا لأهداف الجامعة. ويعمل مركز تكنولوجيا النانو الحيوية أيضًا على تعزيز الصناعات الزراعية والغذائية في المحافظة من خلال قسمین للأبحاث وهما قسم "تقنية النانو الحيوية للأغذية" وقسم "تحسين النبات والزراعة الجزيئية". اما التخصص الرئيسي لمعهد بحوث المياه والطاقة والبيئة فهو إجراء البحوث على أساس احتياجات المنطقة. إن وجود السدود مثل (دز وكرخة وغتوند والشهيد عباسبور جعل من أبحاث هذا المركز ابحاث حيوية للغاية لبقاء صناعات إنتاج الطاقة والتحكم في موارد المياه في المنطقة. ویعتبر موضوع  إدارة الموارد المائية والطاقة المتجددة والطاقة الجديدة والتقنيات الحديثة لإنتاج واستخدام الطاقة واستخدام الطاقة في الزراعة والصناعة وإدارة النفايات من الموضوعات التي یتطرق الیها   معهد الأبحاث ویتناولها بالدراسة والبحث والتحقیق.

ونظراً لوجود صناعات مختلفة في محافظة خوزستان، أنشأت جامعة جندي شابور الصناعیة ً مکتباً باسم مکتب (إدارة ريادة الأعمال والنمو والتواصل مع الصناعة). مهمته دعم المشاريع البحثية والأفكار المبتكرة والمبدعة من خلال التخطيط للبحوث التطبيقية وفقاً لإحتياجات الصناعات. ویعتبر موضوع إبرام اتفاقيات التعاون العلمي والبحثي مع الصناعات والجهات المعنیة وذات الصلة أحد أنشطة هذا المكتب.

 أحد المراكز النشطة الآخری  في جامعة جنديشابور الصناعیة ، هو (مركز ريادة الأعمال)وهدفه الرئيسي  دعم خريجي الجامعة في مجال الأعمال التجارية. حیث يساعد هذا المركز الخريجين من خلال تقديم الاستشارات الاستراتيجية لهم في هذا المجال وتقدیم الدعم المالي للأفكار المبتكرة.

علی صعید آخر وفرت جامعة جندي شابور دزفول التسهيلات بهدف جذب الطلاب الأجانب . ويعتبر موضوع  توقيع اتفاقية استقطاب الطلاب مع المراكز العلمية والتعليمية في الدول المجاورة أحد الإجراءات التي اتخذتها هذه الجامعة لتدويل تعليمها. کما قامت هذه الجامعة بإنشاء مكتب يسمى مکتب "الشؤون الدولية".من أجل إدارة علاقات هذه الجامعة مع الجامعات والمراكز العلمية للدول الأخرى،اضافة الی ذلک یعتبر  قرب جامعة جنديشابور دزفول من الحدود الدولية أحد المميزات الاخری لهذه الجامعة.