جامعة شيراز مثل مدینة شيراز قديمة ومتألقة !

شيراز هي إحدى المدن القديمة في إيران، وهي تشتهر في العالم بمبانيها الأثریة التي يعود تاريخها إلى عدة آلاف من السنين، مثل برسبوليس وباسارغاد،. الا ان شهرة شيراز لیست محدودة  فقط بهذه المباني الرائعة، إذ كانت هذه المدينة منذ القدم مهدًا لتربیة ابرز الشخصيات العلمية والأدبية الإیرانیة، وفي مقدمتهم حافظ وسعدي، وهما من أبرز وأعظم شعراء اللغة الفارسیة الذین لامثیل لهم . ومكانة شيراز بدورها أدت الی تأسيس أقدم الجامعات الإيرانية في هذه المدينة، وهي الجامعة التي عادة ما تكون من بين أفضل خمس جامعات في إيران في مختلف التصنيفات الوطنية والدولية.

جامعة شيراز: نبذة تاریخیة

 یعود تاریخ تأسیس جامعة شيراز الی عام 1946. حیث تم في تلك السنة  إنشاء معهد كان يسمى في البداية "المعهد العالي للصحة"، ولكن في عام 1950 تم تغيير اسم هذا المعهد  إلى "كلية الطب". كما تم في عام 1954 إنشاء وتأسیس مدرسة التمريض وكليات الهندسة والطب البيطري لتوفير الأرضیة اللازمة لترقية هذه الکلیة إلى (جامعة). وبعد توجیه الدعوة الی جيلورد هارنويل(Gaylord Harnwel) رئيس  جامعة بنسلفانيا آنذاك، لزيارة إيران، زار هذا الشخص الجامعات الإيرانية وأعد تقريرًا عن اوضاعها. واقترح في هذا التقرير نموذجاً لإنشاء جامعة جديدة في إيران. وبعد هذا التقرير، قررت الحكومة آنذاك تحويل جامعة شيراز، التي كانت تسمى آنذاك "جامعة بهلوي"، إلى مؤسسة علمية فریدة في إيران  تعمل وفق النمط الأمريكي للتعليم العالي. وبهذه الطريقة، تم إنشاء العديد من المؤسسات والأقسام في هذه الجامعة بناءً على توجیهات ووجهات نظر جامعة بنسلفانيا، وجاء عدد من أعضاء هيئة التدريس في هذه الجامعة إلى شيراز لإجراء البحوث والتدريس فیها.

 وفي عام 1969  شهدت الجامعة توسعت من خلال إنشاء كلية طب الأسنان وكلية الإلكترونيات وكلية الدراسات العليا. وبعد مرور عام، أضيفت إليها كليات الحقوق والتربية لتصبح واحدة من أكبر الجامعات في إيران.

الطلاب والكليات

حاليًا، يتم تدريس 630 مجالًا دراسيًا علی  ثلاثة مستويات: البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في جامعة شيراز، ويبلغ عدد أعضاء هيئة التدريس المتفرغين 720. وقد تخرج حتى اليوم من هذه الجامعة أكثر من 140 ألف شخص، ويشارك في دوراتها الدراسیة علی  السطوح المختلفة أكثر من 16 ألف شخص.

وتنشط في جامعة شيراز حاليا 15 كلية . کما تشارك في الأنشطة البحثية لهذا المركز الأكاديمي خمسة معاهد ومراکز بحثية في العلوم الاجتماعية وتكنولوجيا النانو والتكنولوجيا الحيوية وصناعات النفط والغاز البحرية وعلم الفلك والفيزياء الفلكية وتكنولوجيا الأدوات الفلكية. اضافة الی ذلک تم إنشاء 17 مركزًا وأقسام بحثية في المجالات المختلفة مثل أبحاث الغلاف الجوي والمحيطات، والثقافة الإسلامية، ودراسات الجفاف، وعلم النبات، ومراقبة الصور الذكية والرؤية الآلية، وأدب الأطفال، وأبحاث الإشعاع، وأمراض الطيور.

المكانة الدولية لجامعة شيراز

في تصنيف شنغهاي حصلت جامعة شيراز في مجالات الهندسة الكيميائية والعلوم الزراعية والطب السريري والصحة العامة والجيولوجياعلى المرتبة 401 إلى 500 ، وفي مجال الهندسة الكهربائية علی المرتبة  301 إلى 400، وفي مجالات علوم  وتكنولوجيا الأجهزة وعلوم وتكنولوجيا الأغذية،علی المرتبة 201 إلى 300 وفي مجال الموارد المائية علی المرتبة 101 إلى 150.وبهذه النتائج تعتبر من بین أفضل الجامعات في ایران.

وفي تصنيف QS لعام 2023، تمكنت جامعة شيراز من خلال احراز المرتبة العالمیة 751 إلى 800 ان تطرح نفسها كخامس أفضل جامعة في إيران،  والشيء المثير للاهتمام هو أنه من بين أفضل خمس جامعات إيرانية جاء اسمها في هذا التصنيف، فإن جامعة شيراز هي الجامعة الوحيدة التي تقع في مدينة أخرى غير العاصمة.

 وفي أنظمة التصنيف الأخرى حصلت جامعة شيراز على مراكز جيدة بين الجامعات الإيرانية. ففي تصنيف مركز الدراسات الدولي المنشور عام 2021، اعتبرت جامعة شيراز من بين أفضل الجامعات في إيران من خلال احرازها المرتبة 601 إلى 700 في مجال العلوم الطبيعية و المرتبة من 501 إلى 600 في مجالات "العلوم الطبية والصحية" و"الهندسة والتكنولوجيا". ". وفي مجال العلوم الزراعية أيضًا، طرحت هذه الجامعة نفسها كثاني أفضل جامعة في إيران (بعد جامعة طهران) بحصولها على المرتبة 193 عالميًا.

 في تصنيف الويبومترية، تحتل جامعة شيراز المرتبة 878 في العالم وتم تقديمها كثامن أفضل جامعة في إيران، هذا في حين أن الجامعات السبع المذكورة  تقع جمیعها في طهران.

وأخيرًا، ، حصلت جامعة شيراز في  التصنيف الوطني للجامعات الإيرانية ومن حیث عدد المقالات الداخلية على المرتبة الثامنة   .