ليلة عيد الأضحى في قرية خورونده: وقت لتسبيح الله تعالى

مراسم ليلة عيد الأضحى في قرية خورونده: مزيج من المعتقدات والفرح الاجتماعي

الطقوس ليست مجرد أنشطة دورية أو أداء بعض الشعائر، بل هي حركة اجتماعية ووسيلة إعلامية لعبت على مدى عقود وقرون دورًا مهمًا في تعزيز التماسك والتعاون بين أفراد المجتمع. وفي العصر الحالي، حيث تهدد الثقافة الغربية العدوانية الثقافات الأخرى باستخدام التكنولوجيا ووسائل الإعلام، يُعتبر الحفاظ على الطقوس أحد أهم وسائل صون الثقافات الأصيلة للشعوب المختلفة. من خلال إقامة المراسم التقليدية، تنتقل كم هائل من المعتقدات والعناصر الثقافية من جيل إلى آخر. ويمكن اعتبار المراسم نافذة لفهم جوهر الثقافة والتعايش مع شعوب أجيال مختلفة.

في إيران القديمة، توجد العديد من المراسم التي يعود تاريخ كل منها لعدة قرون، وتحفظ في طياتها قصصًا لم تُروَ عن الأجيال السابقة. وترتبط بعض هذه المراسم بالمعتقدات الدينية، مما يزيد من قيمتها، مثل مراسم ليلة عيد الأضحى في قرية خورونده.

أين تقع قرية خورونده؟
تقع قرية خورونده في مقاطعة رزن بمحافظة همدان، على بعد نحو 75 كيلومترًا من مدينة همدان وحوالي 30 كيلومترًا من مركز المقاطعة. خورونده قرية جبلية، يتحدث أهلها باللغتين الكردية والتركية، ويبلغ عدد سكانها حوالي ألفي نسمة. بحسب كبار السن في القرية، يعود تاريخ خورونده إلى نحو 400 سنة.
في اللغة الفارسية، تعني كلمة «خور» الشمس، ومن ثم يُفهم اسم القرية على أنه «مكان الشمس»، نظرًا لموقعها أسفل الجبل حيث يبدو أن الشمس تشرق من هناك كل صباح.

مراسم ليلة عيد الأضحى في خورونده
ترتبط المراسم بالمعتقدات. وفق الروايات، في قديم الزمان، جاء رجل إلى نبع القرية لجلب الماء ليلة عيد الأضحى، ورأى نورًا يهبط ببطء من السماء ويستقر على الجبل. وأخبر أهل القرية بهذا المشهد، واعتقد الناس حينها أن النبع والجبل محبوبان عند الإمام علي. منذ ذلك الحين، يجتمع أهل القرية في هذه الليلة حول النبع، حيث تشعل النساء الشموع عند الجبل اعتقادًا بأن حاجاتهم ستُستجاب، ويجوب الرجال النبع عدة مرات بالمشاعل طالبين حاجاتهم، ثم يملأ كل شخص الأواني بالماء للشرب أو لأخذه إلى المنزل.

خصائص مراسم ليلة عيد الأضحى في خورونده
تُقام هذه المراسم على شكل احتفال مليء بالفرح والسرور، ويشارك أهل القرية بالرقص الجماعي أثناء التجمع. ويترابط الاحتفال مع عيد الأضحى، أحد أكبر أعياد المسلمين، مما يعكس الصلة بين المراسم والمعتقدات الدينية. عيد الأضحى يذكر قصة إبراهيم عندما قدم ابنه إسماعيل قربانًا بأمر الله، فأرسل الله كبشًا ليكون قربانًا بدل ابنه. ويُعد هذا العمل ذروة عبادة إبراهيم وخلاصه لله، ويُشجع المسلمين على الصدقة وإطعام الفقراء وإقامة الأضحية. احتفال أهل خورونده يُعد تكريمًا لهذه العبادة.

التسجيل الوطني لمراسم ليلة عيد الأضحى في خورونده
تم تسجيل مراسم ليلة عيد الأضحى في خورونده في عام 2020 (1399 هـ.ش) ضمن قائمة التراث غير المادي الوطني الإيراني.