ترميمُ الأقمشة التقليدي في إيران، فنٌّ دقيق وضروري

ترميمُ الأقمشة التقليدي في إيران، فنٌّ دقيق وضروري

ترميمُ الأقمشة التقليدي في إيران، فنٌّ دقيق وضروري
الرقاعة التقليدية للأقمشة هي فن فني يهدف إلى ترميم الأقمشة عن طريق إدخال خيوط بديلة في النسيج، ويفضل استخدام خيوط النسيج نفسه وفقاً لبنيته، بحيث يصبح مكان الترقيع غير مرئي بعد الانتهاء من العملية. منذ نحو مئة عام، ومع تطور صناعة النسيج وتوفر الأقمشة في المجتمعات المختلفة، أصبح من السهل استبدال الأقمشة التالفة بأقمشة جديدة، وبذلك فقدت الرقعة التقليدية أهميتها وتعرضت للإهمال. وعلى الرغم من هذه الظروف، بدأت في إيران منذ عدة سنوات جهود لتوثيق هذا الفن القيم، وتم تسجيله ضمن التراث الوطني. 

أصول الرقعة التقليدية للأقمشة في إيران

يعود تاريخ الرقعة التقليدية للأقمشة في إيران إلى زمن بعيد جداً، إذ يرى بعض الخبراء أن لها أكثر من ألف عام. ويُرجح أن الرقعة بدأت مع تمكن الإنسان من صناعة الأقمشة، فإذا صح هذا الافتراض، فإن هذا الفن كان موجوداً منذ آلاف السنين قبل الميلاد. ومع ذلك، فإن طبيعة المواد المستخدمة في نسج الأقمشة تجعل بقاءها لعدة قرون أمراً صعباً. لذلك، وصلتنا اليوم عدد قليل من الأقمشة القديمة، والتي تُحفظ في بعض المتاحف الخاصة حول العالم، ودراستها محدودة الوصول.

رغم ذلك، توجد إشارات في النصوص الأدبية الفارسية القديمة إلى الرقعة والأدوات المستخدمة فيها، مما يدل على انتشار هذا الفن بين الإيرانيين منذ قرون. وقد تحدث الأدباء والشعراء في مختلف مناطق إيران عبر العصور عن الرقعة وصناعة الأقمشة، ما يشير إلى انتشارها الجغرافي وأهميتها التاريخية. ومن أهم المصادر التي تناولت فن الرقعة كتاب «ديوان اللبسة» الذي كتبه خواجه نظام الدين محمود القاري في القرن الثامن والتاسع الهجري (القرن الرابع عشر الميلادي)، حيث أشار فيه بشكل مباشر إلى فن الرقعة.

كان الإيرانيون منذ القدم مشهورين في صناعة الأقمشة، وأنتجوا أقمشة عالية الجودة. ويُعتقد أن انتشار صناعة النسيج ساعد على تعزيز فن الرقعة ونموه. وحتى قبل بضعة عقود، كان الحرفيون في إيران يمارسون هذا الفن وينقلونه من جيل إلى جيل، أما اليوم فتعليم هذا الفن أصبح مقتصراً على الدروس الخاصة في معاهد الفنون.

 

التطبيقات والأدوات

أهم استخدامات الرقعة التقليدية للأقمشة هو ترميم الأقمشة القديمة، والتي يُعد بعضها ذا قيمة تاريخية. كما يمكن حماية الأقمشة المستخدمة كأساس لبعض الأعمال الفنية، مثل الرسم أو التطريز أو غيرها، بواسطة هذا الفن.

في الرقعة التقليدية للأقمشة، يُستخدم عادة أدوات بسيطة مثل الإبرة والمقص والواقي على الإصبع (خواتم الإبرة). يعمل الفنان في هذا الفن بأقصى درجات الدقة، حيث يُرتب نسج القماش بحيث تختفي آثار التمزق أو التآكل. ويُستخدم في هذا العمل أنواع مختلفة من تقنيات الخياطة، لضمان أن يكون أثر الرقعة على المنتج النهائي أقل ما يمكن.

يجب أن يكون للفنان الذي يمارس الرقعة معرفة كافية بأساليب نسج القماش وتمييز أنواع الأقمشة المختلفة. عادةً كان الرقاعون في الماضي حرفيين متمرسين في نسج الأقمشة، يستخدمون خبرتهم في صناعة النسيج لتطبيقها على الرقعة. ونظراً لأن الرقعة التقليدية للأقمشة فن مستقل وقيم بحد ذاته، فإن الأقمشة التاريخية الثمينة التي يُجري عليها الرقع تكتسب أهمية وقيمة مضاعفة.


التسجيل الوطني للرقعة التقليدية للأقمشة

تم تسجيل فن الرقعة التقليدية للأقمشة في إيران عام 2018 ميلادي (1397 ه.ش) في قائمة التراث الوطني الإيراني على المستوى الوطني. وقد أدى هذا التسجيل إلى اتخاذ خطوات لإحياء فن الرقعة التقليدية للأقمشة وتدريب الطلاب والفنانين على هذا الفن.

الإسم ترميمُ الأقمشة التقليدي في إيران، فنٌّ دقيق وضروري
الدولة إیران
أدخل النص الخاص بک واضغط على Enter

تغییر حجم الخط:

تغییر المسافة بین الکلمات:

تغییر ارتفاع الخط:

تغییر نوع الماوس: