فنّ النسيج الصحراوي — حرفة النسيج في مدن الصحراء الإيرانيّة
فنّ الشَّعر وبراعة النسّاجين في يَزد
كان أهالي يَزد في الماضي من أمهر النسّاجين في إيران، وقد تَشكَّلت معظم صناعاتهم اليدوية حول فنّ النسيج والحياكة. ومن بين هذه الفنون القديمة التي خفّ بريقها في الزمن الحاضر فنّ الشَّعربافي، أحد أبرز أشكال النسيج التقليدي في هذه المدينة.
يطلق اسم الشعربافي على مجموعة من الفنون النسيجية القديمة في يَزد، مثل: الدارائي بافي (نسيج الدارائي)، الإحرامي بافي، الترمة بافي (الترمه)، وحياكة المناديل والأوشحة التقليدية.
ولا يزال هذا الفنّ حيًّا في يَزد وبعض المدن الإيرانية الأخرى مثل كاشان، حيث يواصل عدد من الحرفيين ممارسته، وتُعَدّ منتجاته من الهدايا التذكارية الشهيرة للمدينة.
ما هو الشَّعر وما هي الشعربافي؟
تشير الدراسات التاريخية إلى أن أصول الشعربافي تعود إلى القرون الأولى بعد دخول الإسلام (القرن السابع والثامن الميلادي)، غير أن عصر ازدهارها الحقيقي كان قبل نحو 350 عامًا، حين كانت الأقمشة المنسوجة على يد حرفيي الشعربافي تحظى بشهرةٍ واسعة وسوقٍ رائجة.
كلمة «شَعر» تعني في اللغة شَعر الإنسان أو الحيوان. وفي مجال النسيج، يُقصد بها القماش الذي تُغزل خيوطه من شَعر أو صوف الحيوانات، وتتميّز أليافه ودقّته برقّةٍ فائقة.
وكانت عملية النسيج تتم على جهاز تقليدي يُعرف باسم «الأنوال ذات الأربع وردات» (چهاروَردی).
تطوير آلة الشعربافي
حتى نحو نصف قرن مضى، كان العمل على آلة الشعربافي صعبًا للغاية ويتطلّب مهارة وخبرة كبيرتين.
إلا أن الحرفي حبيب الله خاتم أحدث تطويرًا مهمًّا في هذه الآلة، إذ أضاف إليها قطعة تُسمّى «چَك»، مما جعل استخدامها أسهل وأكثر سلاسة.
خصائص إنتاج الشعربافي
يتميّز قماش الشَّعر بأنه بسيط عادةً وخالٍ من الزخارف المعقّدة، وإن كان يُزيَّن أحيانًا بخطوطٍ طولية (مخططة).
وقد استُخدم هذا النسيج غالبًا في ملابس النساء، وتميّزت ألوانه بالأطياف الدافئة مثل العنّابي، الأحمر، البنفسجي، والأصفر، كما استُعملت أحيانًا ألوان الأخضر والأسود أو نقوش الأزهار.
أما للرجال، فكان يُنسج قماش بخطوط سوداء وبيضاء يُستخدم في اللباس التقليدي.
تُنسج أقمشة الشعر عادةً بمقاس 2 × 1.5 متر، ومنذ عقودٍ أصبح النسّاجون يكتبون أسماءهم في طرفي القماش لضمان الجودة والتعويض في حال وجود خللٍ في النسج.
كان الشعربافي حرفةً رجالية في الأصل، وكان الحرفي الواحد ينتج متراً إلى مترين من القماش في اليوم الواحد بواسطة نوله القديم. وبفضل رقّة القماش وبرودته، كان مرغوبًا في المناطق الحارّة، ولهذا ازدهرت الحرفة خصوصًا في المدن الوسطى لإيران مثل يَزد وكاشان.
أنواع منتجات الشعربافي
يمكن تصنيف منتجات هذا الفنّ إلى عدّة أنواع رئيسة:
-
نسج زَري: يُستخدم فيه خيط الذهب الرفيع، وكانت أقمشته الفاخرة تُخصَّص لملابس الملوك والنبلاء. وتعود جذور هذا الفن إلى ما قبل الميلاد.
-
نَسج الستائر : كانت ورشاته قائمة في يَزد حتى وقت قريب، لكنها اندثرت اليوم.
-
نسيج أغطية اللحف : كانت تُحاك على النول الأربع وردي، ثم تطوّر العمل إلى أنوال سباعية (هفت وردي) التي تسمح بعرضٍ أكبر يصل إلى 3.5 أمتار.
-
نسيج أغطية النوم: قماشٌ مربّع (2×2 متر) بنقوشٍ مربّعة وألوانٍ متنوّعة مثل النيلي، الأصفر، الأحمر، الأخضر، والأسود، وكان يُستخدم لتغليف الفُرُش.
-
حياكة المناديل: بثلاثة أنواع — البدوي، والحريري، و«مرس ريزه».
-
قِناوِيز: نوع من الأقمشة القديمة التي لم تَعُد تُنسَج اليوم.
-
نسج شَمَد: قماشٌ قطني أو حريري رقيق وخفيف، كان يُستعمل كغطاءٍ صيفي بفضل نعومته وتهويته.
-
نسج إحرامي: يُستخدم للحجاج، بمقاسات تقارب 70×100 أو 90×120 سم.
-
نسج دَنداني: نوع من النسيج كان يُستعمل في ملابس الزرادشتيين، وهو من الفنون الشاقّة النادرة التي اندثرت الآن.
-
نسج دارائي: نسيجٌ حريري خالص يُصبغ بألوانٍ طبيعية ونباتية، ويُستخدم في المفارش، والحقائب المطرّزة، وأغطية اللحف.
ولا يزال فنّ الدارائي بافي حيًّا حتى اليوم، وإنْ طرأت تغيّرات على زخارفه القديمة.
| الإسم | فنّ النسيج الصحراوي — حرفة النسيج في مدن الصحراء الإيرانيّة |
| الدولة | إیران |






Choose blindless
العمى الأحمر العمی الأخضر العمی الأبیض اللون الأحمر من الصعب رؤیته اللون الأخضر من الصعب رؤیته اللون الأزرق من الصعب رؤیته أحادی اللون أحادی اللون خاصتغییر حجم الخط:
تغییر المسافة بین الکلمات:
تغییر ارتفاع الخط:
تغییر نوع الماوس: