التطريزُ التركماني، جمالٌ يفوقُ الوصف وفنٌّ عريق

التطريزُ التركماني، جمالٌ يفوقُ الوصف وفنٌّ عريق

التطريزُ التركماني، جمالٌ يفوقُ الوصف وفنٌّ عريق

إيران: أرض عريقة بتنوع ثقافي وعرقي
تتميّز إيران بتاريخ طويل وتنوّع ثقافي وعرقي واسع، وهو ما أدى إلى ظهور وتطور العديد من الفنون والحرف التقليدية على مرّ العصور، بحيث تتوافق مع الجغرافيا وثقافة كل قوم. بعض هذه الفنون اكتسب شهرة عالمية، وتم تسجيله حتى في قائمة التراث العالمي. ويُعد فن التطريز التركماني، المعروف أحيانًا باسم «التطريز الأسود» أو «التطريز التركماني»، أحد هذه الفنون المتميّزة.


أصل وأهمية التطريز التركماني
يعتقد الخبراء أن ما يُعرف اليوم باسم التطريز التركماني نشأ في عصر السكاها، وهم البدو الرحل الإيرانيون الذين انتشروا عبر تاريخهم في مناطق آسيا الوسطى، من الصين وبحيرة أرال وحتى إيران. وقد استمر تواجدهم من القرن الثامن قبل الميلاد وحتى بداية العصر المسيحي.

ويُعد التطريز فنًا مهمًا للغاية في نظر التركمان، حتى أنه وجد انعكاسه في الأدب الشفهي لهذا الشعب. وتعتبر محافظتا خراسان الشمالية وجولستان، وخاصة المدن والقرى مثل غنبدقاووس، بندر تركمان، آق‌قلا، كلاله، قميشان، مراوه‌تپه وما حولها، أهم المناطق المنتشرة فيها هذه الحرفة.


خصائص وتصاميم التطريز التركماني
يُنفذ التطريز التركماني عن طريق وضع طبقات من الخيوط الحريرية الطبيعية أو الصناعية الدقيقة على الملابس، بناءً على تصاميم ذهنية للفنان. ويُلاحظ اليوم بشكل أساسي على ملابس النساء التركمانيات، بينما كان له استخدامات أوسع في الماضي، تشمل ملابس الرجال والأطفال، تطريز الأكياس المخصصة لنقل العفش، العصابات، الأساور، حقائب أدوات التجميل، الملاءات، الوسائد، أغطية الأسرّة، الزينة الجدارية وحتى الستائر. مؤخرًا، اكتسب التطريز التركماني شعبية كعنصر زخرفي عصري في ديكور المنازل.

ويتميّز التطريز بدقة وكثافة الخياطة، ويُعرف محليًا باسم «سانجيم». يقوم الفنان بنقل أشكال هندسية متناظرة من خياله إلى القماش. وعلى الرغم من وحدة الأسلوب العام بين مختلف القبائل التركمانية، إلا أن هناك اختلافات دقيقة في التصاميم بين كل قبيلة. وتشتمل التصاميم على أشكال حيوانات، أدوات حربية، وصور مستوحاة من الطبيعة المحيطة. تعكس هذه التصاميم البسيطة والجميلة الثقافة والمبادئ الأخلاقية للتركمان، مثل الشجاعة والاجتهاد وخصال أخرى.

عادةً ما يُطرز على أقمشة حريرية أو صوفية، وتُستخدم الخيوط الحريرية أو القطنية، بينما بدأ بعض الحرفيين مؤخرًا باستخدام خيوط الأكريليك. كانت الحرير تُصبغ تقليديًا بطرق طبيعية، إلا أن استخدام المواد الطبيعية أصبح أقل شيوعًا اليوم.

يحظى اللون الأحمر بمكانة خاصة بين التركمان، كرمز للشجاعة والدماء المسفوكة من أجل النصر والشرف. لذلك يُستخدم تقليديًا كخلفية أساسية للتطريز، إلى جانب ألوان أخرى مثل القرمزي، الأصفر، الأبيض، النيلي، الأزرق، البرتقالي، والأخضر، حسب الملابس.

ملابس التركمان بسيطة من حيث القص والخياطة، لكن النساء يزينّها بتطريز مفصّل يغطي حواف الملابس، الياقات، أكمام اليدين، أو منتصف الملابس. ويخلق التباين أو الانسجام بين ألوان الخلفية والزخارف جمالًا فريدًا يصعب وصفه.


التسجيل الوطني والعالمي للتطريز التركماني
تم تسجيل التطريز التركماني كالعنصر العشرين للتراث الثقافي غير المادي الإيراني خلال الاجتماع السابع عشر للجنة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو في عام 2022م (1401 هـ ش) في الرباط، المغرب، بالتعاون المشترك مع تركمانستان. قبل ذلك، كان قد أُدرج على قائمة التراث الثقافي غير المادي الوطني الإيراني في عام 2012م (1391 هـ ش) باسم محافظة جولستان.

الإسم التطريزُ التركماني، جمالٌ يفوقُ الوصف وفنٌّ عريق
الدولة إیران
المدن
أدخل النص الخاص بک واضغط على Enter

تغییر حجم الخط:

تغییر المسافة بین الکلمات:

تغییر ارتفاع الخط:

تغییر نوع الماوس: