افتتح البرنامج بطرح القضية الفلسطينية البوصلة التي تجمع كل أنواع المقاومة من الفن والثقافة، وعلى التوالي تقدم والي تونس السيد كمال الفقيه بكلمته في هذا المهرجان معربًا عن شكره وتقديره لإقامة هذا المهرجان في دورته الثالثة في تونس كما أكد على ضرورة أن تتأصل ثقافة المقاومة في الفن والثقافة وفي كل اشكال الابداع الإنساني وكذلك في إطار الحرکة الانسانیة الواسعه التی تبرز فی ثوبها الجدید المقاوم لکل اشکال الاستعمار واستعباد الانسان. و أكد على ان تونس مازلت علی العهد متمسکة بالدفاع على كل شعوب الامة العربية المستضعفة و التحرر من كل اسالب الطغيان و هيمنة الرأسمالية.

كما في نفس الإطار توجه المشرف العام لجمعية رسالات السيد علي طاهر بكلمة مسجلة بالشكر والتقدير لتونس حكومةً وشعبًا على استقبال المقاومة بفنها و جمهورها على الأراضي التونسية. كما أشار ان هذه الدورة تختلف عما سبقتها من الدورتين لأنها ستشمل باقة متنوعة من الفنون على غرار الأفلام السينمائية والشعر والموسيقي التراثية ومعرض لوحات عن فلسطين، التي جميعها تحمل رسالة المقاومة ضد كل أنواع الظلم وفلسطين هي القضية الام التي تمثل مشعل المقاومة ومنها نستوحي ان المقاومة تكون بالفن والثقافة الى جانب المقاومة بالسلاح.

على التوالي تقدم المتحدث باسم الحكومة التونسية السيد نصر الدين النصيبي بكلمته في هذا المهرجان موكدًا ان فلسطين هي المحور وان تونس وفلسطين وجهان لعملة واحدة وهي المقاومة. بالإضافة تقدم وزير الشؤون الاجتماعية السيد مالك الزاهي بكلمته معرًا عن شكره لإقامة هذا المهرجان لفنون المقاومة والتحرير كما أشار الى ان تونس هي بلد فيه روح المقاومة حيث اختلط الدم الفلسطيني والجزائري بالتونسي. فتونس تمثل الشهداء على طريق التحرر منها شهداء الثقافة والاعلام على راسهم الشهيدة شرين عاقلة ومظفر النواب الشاعر المقاومة العراقي. توجه السيد مالك الزاهي بالتحية والتقدير لكل الفنانين الذي بذلوا الجهد لكي تطلع شمس الحرية في مواجهة المستبد والظالم من خلال الفن الذي مزج قضيته الام بمهنته. ففن المقاومة يحمل كل اشكال التعبير عن الرفض ونعي بأنفسنا في خندق التطبيع مع أنظمة الظلم بل يعلمنا ان نواجه، فالفنان يريد ان يجعل من فنه سلاحا يقاوم به.

تخلل هذا الافتتاح لعرض موسيقي قدمه الفنان الإيراني رئيس فرقة" رودكي " للموسيقي التراثية الإيرانية بعزفه على الناي كما كان للشاعر العراقي عادل الصويري وقفة شعرية تحمل عنوان "دبكة لغفوة شيرين"

تقدم كذلك السيد محمد خفاجة كلمة في هذا المهرجان حيث أشار الي الدور الذي يحمله الفن لنشر ثقافة المقاومة والوقوف امام كل أنواع التطبيع كما أشار إلى ان هذه الدورة تشمل العديد من الاعمال الفنية التي تحمل روح المقاومة. وكانت في الختام لسيدة مباركة العواينية مديرة جمعية وفاء للفنون والمقاومة كلمة في نفس الخصوص مؤكدةً ان تونس أصبحت اليوم امام قرار تجريم التطبيع وهو ضرورة قصوى تقتضيه الأوضاع في المنطقة والعالم. فتونس لها دور بارز في كل اشكال المقاومة وستبقي حاضنة للمقاومة. كما أوضحت أن المجتمع المدني التونسي يضع القضية الفلسطينية قبل كل شي في اعلى هرم اهتمامتهم.