سوق وكيل وعمارتها الفريدة

في الهيكل العمراني للمدن القديمة في إيران، كانت الأسواق من أهم الأجزاء التي تعد القلب الإقتصادي للمدينة. كانت الأسواق عادةً مكانًا لعرض السلع المختلفة، ولكن في بعض الأحيان كان هناك أسواق مخصصة لسلعة معينة. بالإضافة إلى ذلك، كانت بعض الأسواق تحتوي على ورش إنتاجية، حيث كان المنتجون يبيعون منتجاتهم مباشرة للمستهلكين. كانت أهمية سوق كل مدينة متناسبة مع الأهمية الجغرافية والاقتصادية لتلك المدينة. وبالتالي، كان في مدينة مثل شيراز التي كانت تعد من أكبر مدن المنطقة، سوق مثل سوق وكيل الذي أسسه الملك آنذاك، ذا أهمية كبيرة.

كانت شيراز في فترة حكم زندية عاصمة إيران، وبناء سوق فيها كان يعد أداة لتوجيه الحركة الاقتصادية على مستوى البلاد.

الخصائص والعمارة لسوق وكيل

على عكس قلعة كريم خان التي تم الانتهاء من بنائها في أقل من عامين، تم بناء سوق وكيل في عملية استمرت 21 عامًا. بدأت عملية بناء هذا السوق في عام 1758 واستمرت حتى عام 1769. تم استخدام الجص والطوب والجير في بناء هذا السوق، وتسند جدران المبنى على قواعد من الحجارة المنحوتة. يشبه تصميم هذا السوق سوق قيصرية لار، وفي وسطه، حيث تلتقي أربعة أزقة من السوق، يوجد مكان يسمى  جهار سوقي أو أرباع السوق. في الماضي، كان هناك حوض كبير تحت هذا الأرباع مكون من الرخام، وكان الماء في هذا الحوض يتم تزويده عبر قناة تمر أسفل سوق خياطي الجعب. اليوم، نظرًا لارتفاع أرضية السوق، لم يعد يرى هذا الحوض.

يحتوي سوق وكيل على 74 قوسًا مزخرفًا بارتفاع 11 مترًا. من هذه الزاوية، يعتبر سوق وكيل أطول من الأسواق الأخرى في إيران. بالطبع، اليوم، مقارنةً بالماضي، قد انخفضت المسافة بين السقف والأرض بسبب رفع أرضية السوق بحوالي متر واحد.
للسوق خمسة مداخل. كما تم تخصيص ثلاثة أماكن في السوق لكل منها هدف معين:

• ممر لعبور الزبائن،
• منطقة محمية للمحال التجارية التي ترتفع عن الأرض بمقدار درجتين لحمايتها من تدفق المياه إلى الداخل،
• مساحة المحل التي يتم فيها عرض السلع وبيعها.

يمكن اعتبار سوق وكيل مزيجًا من سوق قيصرية لار والأسواق العالية في أصفهان التي تم إنشاؤها في عهد الشاه عباس (من 1587 إلى 1629 ميلادي). يعتبر سوق وكيل أوسع من الأسواق المماثلة لها لتسهيل مرور الناس والنقل المريح للبضائع.

يتكون سوق وكيل من عدة أجزاء، مثل: السوق الكبير (حيث يتم بيع أنواع متعددة من السلع)، سوق البزازين (لبائعين الأقمشة)، سوق الخياطين، سوق القبعات، سوق السراجين وسوق صناعة السيوف.

أزقة سوق وكيل

الزقاق الشمالي للسوق يعد الجزء الرئيسي منه، ويبدأ من بوابة أصفهان ويستمر حتى سراي مشير. يتضمن هذا الزقاق 41 جفتًا من المحال التجارية و48 قوسًا، حيث تتواجه المحال التجارية في هذا الزقاق. معظم المحال التجارية في هذا الزقاق مكونة من طابقين وتحتوي على مستودع يستخدم كمخزن.
الزقاق الآخر الذي يبدأ من مسجد وكيل يعرف بسوق صناع السيوف، ويتضمن 11 جفتًا من المحال التجارية. كما يقع المدخل إلى كاروانسراء وكيل في هذا الزقاق. يعرف هذا الكاروانسراء اليوم أيضًا باسم سراي فيل، ويشمل نشاطات البزازين وصناع السهام. إذا كنت ترغب في مشاهدة الحرف اليدوية الخاصة بشيراز، يجب عليك زيارة سراي فيل!
في الجزء الشرقي من الزقاق الشرقي الغربي، يوجد أرباع السوق الذي يسمى سوق علاقه‌بندان، ويوجد فيه 19 جفتًا من المحال التجارية. في هذا الجزء، يتم بيع السجاد بشكل رئيسي، كما يوجد بعض المحال الخاصة بالعطارة. في الجزء الغربي من هذا الزقاق، يوجد أرباع السوق آخر و10 جفتًا من المحال التجارية المتخصصة في بيع السجاد اليدوي.

تسجيل سوق وكيل في قائمة الآثار الوطنية

تم تسجيل سوق وكيل في قائمة الآثار الوطنية الإيرانية في عام 1972 ميلادي.