مسجد جامع یزد وعملية بنائه التي استمرت ألف سنة

تعتبر يزد واحدة من المدن الصحراوية في إيران، والتي تتميز بالكثير من المعالم المعمارية الجميلة والجذابة. يُعدُّ مسجد جامع يزد من أبرز معالم المدينة، ويُعرف أيضًا باسم مسجد جامع عتيق أو مسجد الجمعة القديم ومسجد جامع كبير.

تاريخ مسجد جامع يزد

تشير الأدلة إلى أنه قبل دخول الإسلام إلى إيران، كان هناك معبد للنار في الموقع الذي يقع فيه اليوم مسجد جامع يزد. تم بناء هذا المسجد في عهد عمرو بن ليث الصفاري (الذي حكم من 878 إلى 900 ميلادي). وبعد ذلك، تم بناء منارة بجانب المسجد على يد الأمير علي بن فرامرز وزوجته أرسلان خاتون. كما قام ابنهما علاء الدين گرشاسب ببناء مسجد آخر بجانب المسجد الأصلي.

خلال الغزو المغولي (1219 ميلادي)، توقف الاهتمام بالمسجد، ولكن في القرن الرابع عشر الميلادي، عندما ساد الهدوء النسبي في إيران، تم استئناف البناء والصيانة في المسجد. وفي نهاية المطاف، في فترة القاجار، تم تدمير المساجد الثلاثة التي كانت قد أُقيمت جنبًا إلى جنب، واستُبدلوا بمسجد ذو صحن كبير.

وبهذا، استمر بناء المسجد الجامع في يزد على مدار ألف سنة، وتم اكتماله تدريجيًا على مراحل في العصور الصفارية، التيمورية، الإيلخانية والقاجارية.

معمار المسجد الجامع في يزد وخصائصه

تم بناء مسجد جامع يزد وفقًا للطراز ذو الإيوان الواحد. يتميز أسلوب البناء هذا في العمارة الإيرانية بـ الأسلوب الأذري. تبلغ مساحة المسجد حوالي 10,000 متر مربع، وصحنه واسع جدًا بحيث يمكن استيعاب العديد من الناس أثناء التجمعات العامة.

يحتوي المسجد على لوحتين إحداهما مكتوبة بالخط الكوفي والأخرى بالخط الثلث على بلاط لَجُوردي. في لوحة المدخل، يظهر اسم شاه رخ التيموري (ابن تيمور لنك، الذي حكم من 1405 إلى 1447 ميلادي) وسلطان جهان شاه، وتحتوي اللوحة على تاريخ 861 هجريًا (1457 ميلادي).

المدخل والمئذنتان في مسجد جامع يزد

يمكن الدخول إلى المسجد من ستة مداخل تقع على جوانب مختلفة من المسجد. المدخل الشمالي يقع مباشرةً أمام الإيوان. المدخل الشمالي الغربي يحتوي على تصميم بسيط يؤدي إلى ممر طويل. كما يوجد مدخلان آخران في الجنوب الغربي والشمال الشرقي، لكن المدخل الأخير مغلق حاليًا.

المدخل الشرقي للمسجد يعد المدخل الرئيسي، ويتميز بواجهة بارتفاع 24 مترًا. تزين المدخل زخارف مذهلة من البلاط المعرق والزخارف الهندسية والإسلامية. وراء هذا المدخل، يوجد ردهة مزخرفة بقبة جميلة. أمام المدخل الشرقي، توجد ساحة كبيرة تحتوي على بركة ثمانية الأضلاع.

قبة مسجد جامع يزد

القبة في المسجد الجامع مكونة من طبقتين داخلية وخارجية، وتوجد فتحات معقودة في الطبقة الداخلية. تحتوي الطاقات الجصية التي تواجه الفتحات على تفاصيل رائعة، وعندما تسقط أشعة الشمس من خلالها، تخلق منظرًا جميلاً داخل المسجد.

المحراب في مسجد جامع يزد

المحراب الرئيسي يقع تحت القبة، ويُعَتبر زخرفة المحراب باستخدام البلاط المزخرف واستخدام الفخار في واجهته من أجمل السمات المعمارية للمسجد.

الإيوان الكبير في المسجد

إيوان المسجد يعتبر أحد أجمل أجزاء المبنى، حيث تم تزيينه بالبلاط المعشق والزخارف الإسلامية والنباتية. وتضيف الألواح الطوبية والنقوش الكوفية إلى جمال هذا الإيوان.

الشبستان في المسجد الجامع

تم تجهيز المسجد مع اثنين من الشبستانات، إحداهما تعتبر أكبر وأشهرها، حيث تحتوي على 48 عمودًا مستطيلًا، وهي مزينة بجدران مغطاة ببلاط مزخرف فيروزي سداسي.  والشبستان فی العمارة الإيرانية هي ساحة مسقفة كبيرة. كما تم تصميم جناحين في الجناحين الغربي والشرقي مع نوافذ للتهوية والإضاءة الطبيعية، مما كان يوفر مكانًا لاستراحة الشخصيات الهامة. تحتوي الليالي على أقواس نصف دائرية وسقفًا مغطى، ويتميز قلب المسجد بمنافذ هلالية.

التصميم المعماري والتزخرفات الهندسية

تتميز القبة التي تقع في المدخل الشرقي بتصميم مربع يتحول تدريجياً إلى شكل مثمن، ثم إلى 16 ضلعا، وفي النهاية يتخذ الشكل الدائري.

المنارات في مسجد جامع يزد

يُعدُّ منارتي المسجد، بارتفاعهما البالغ 53 مترًا، من أطول المنارات المتبقية في المعالم التاريخية الإيرانية. أصبحت هذه المنارات رمزًا للمدينة.

التسجيل الوطني لمسجد جامع يزد

تم تسجيل مسجد جامع يزد كأحد المعالم الوطنية في قائمة التراث الثقافي الإيراني في عام 1934 ميلادي (1313 هجريًا شمسيًا).

صورة مسجد جامع يزد على الأوراق النقدية الإيرانية فئة 200 ريال