قرية قلات، جنة صغيرة بالقرب من شيراز

تعد قرية قلات واحدة من الوجهات البارزة في محافظة فارس، حيث اكتسبت شهرة خاصة بفضل مناخها اللطيف وجمالها الطبيعي الخلاب. الطرق المرصوفة بالحجارة، والمنازل المدرجة، والأشجار الخضراء، والطبيعة الفريدة، والينابيع الجارية، والأودية العميقة، جميعها تزين بيئة القرية وتترك ذكريات لا تنسى لدى الزوار.

أين تقع قرية قلات؟

قلات هي قرية جبلية تقع في القسم المركزي من مدينة شيراز، وتبعد حوالي 36 كيلومترًا إلى الشمال الغربي من شيراز، وتفصلها عن طهران مسافة 940 كيلومترًا. للوصول إلى القرية، يجب السير على طريق شيراز - سبيدان (أردكان) لمسافة 25 كيلومترًا. في تلك المنطقة، يوجد لافتة تشير إلى الطريق المؤدي إلى قرية قلات. تقع هذه القرية الجبلية على ارتفاع 2065 مترًا عن سطح البحر، وبفضل تصميمها المداري للمنازل، تم تسجيلها في قائمة التراث الوطني الإيراني في عام 2019 كأول موقع تاريخي وطبيعي في محافظة فارس.

تقع القرية في سفح جبل يسمى قلات، ويحيط الجبل بالقرية من ثلاث جهات، والطريق الوحيد للوصول إليها هو من الجهة الجنوبية للقرية.

مميزات قرية قلات

لقد أضاف وجود نهر قره آغاج الذي ينبع من قمة جبل تاسك، جمالًا خاصًا لقرية قلات. تتكون القرية من جزئين: الجزء القديم والجزء الجديد. عند دخولك إلى قلات، ستواجه أولاً الجزء الجديد، بينما يقع الجزء القديم في الجهة الخلفية من القرية، ومن بينها شارع قزل أرسلان.

نظرًا للتضاريس الجبلية لقلات، تم بناء المنازل بشكل مدرج، حيث يعتبر فناء كل منزل سطح منزل آخر أدناه. أغلب المنازل في القرية من طابق واحد، لكن هناك أيضًا بعض المنازل ذات طابقين. المواد الأساسية المستخدمة في بناء المنازل في الجزء القديم من القرية هي الحجارة، والطوب، والطين، والجص، والخشب، بينما تم بناء المنازل في الجزء الجديد باستخدام الحجارة، والاسمنت، والحديد، والطوب، وتشاهد فيها أيضًا منازل متعددة الطوابق.

منظر من الجزء القديم لقرية قلات

تجعل الجداول المائية الجارية في الأزقة الضيقة للقرية، والزهور البرية المزروعة على جوانب هذه الجداول، المشي في شوارع القرية تجربة ممتعة للغاية. من بين النباتات التي تنمو بكثرة في أنحاء القرية نجد: الأفسنتين، والخطمى، وحشيشة السكون، والريواس، والخرشوف، والزعتري البري، والمردقوش، والميرمية، واللوز البري، والكشوتي، والشفل، والجاشير.

الجغرافيا والتاريخ لقرية قلات شيراز

في الماضي، كانت قلات وجهة سياحية للملوك بسبب ميزاتها الفريدة. يبلغ عدد سكان قرية قلات أكثر من سبعة آلاف نسمة. يتحدث سكان القرية بلهجة قديمة من الفارسية الغربية الجنوبية التي تشبه إلى حد كبير اللهجة اللرية. يلبس سكان القرية الملابس القشقائية في المناسبات الخاصة، مما يعكس أصلهم. يعتبر الزراعة والبستنة، إلى جانب تربية المواشي، المهن الرئيسية لسكان قرية قلات. ويمكن اعتبار قلات من أحد مراكز إنتاج الحذاء التقليدي (گيوه) في محافظة فارس.

معالم قرية قلات

توجد في قلات العديد من المعالم الطبيعية والتاريخية التي تجعل زيارتها تجربة متميزة للمسافرين.

المعالم التاريخية لقرية قلات

تعتبر قلعة قلات أو قلعة قزل أرسلان من المعالم التاريخية التي تعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي وفترة حكام الإتابكة في فارس. تقع هذه القلعة على قمة الجبل.

كما توجد في قلات كنيسة بنيت في بداية القرن العشرين، بالإضافة إلى متحف خاص أسسه أحد شباب القرية. يحتوي المتحف على عملات قديمة وأشياء أثرية.

كما يوجد في القرية حمام قديم يقال إن الشاعر الإيراني المعروف سعدي قد زاره في القرن الثالث عشر الميلادي. وفي الجزء القديم من القرية توجد مسجد يعود تاريخه إلى 250 عامًا ويتميز بتصميمه ذو المنارة الواحدة.

المعالم الطبيعية لقرية قلات

في سفح جبل سرخ، توجد ثلاث شلالات جميلة يمكن الوصول إلى اثنين منها بسهولة. الشلال الأصغر يبعد حوالي كيلومترين عن الجزء القديم من قلات. بالإضافة إلى ذلك، هناك منتجع يقع بجانب نهر شب شتری.

العادات والتقاليد لقرية قلات

من أهم التقاليد في قرية قلات هي غناء لحن يدعى واشنگ الذي يغنى في حفلات الزفاف، ويشبه إلى حد كبير واسونك. وتعتبر لعبة ترکه‌بازی أو تشوب‌بازی من الألعاب التقليدية في القرية.

التسجيل الوطني لقرية قلات

تم تسجيل قرية قلات في عام 2019 (1398 هجريًا) كأول موقع طبيعي-ريفي في محافظة فارس في قائمة التراث الوطني الإيراني.