الجلد في تبريز، اقتراح لهدية أنيقة ودائمة
الجلد وصناعته في تبريز
منذ العصور القديمة، أدرك الإنسان إمكانية استخدام جلود الحيوانات كمادة أولية مناسبة لصناعة الأدوات والمعدات المختلفة. ومع التقدّم التقني والعلمي، مكّنته عملية الدباغة من تحويل الجلد القابل للتلف إلى مادة طبيعية متينة ومرنة وطويلة الأمد. وقد اعتمدت بعض التقنيات القديمة التي توصّل إليها الإنسان على استخدام الجلد والمنتجات الجلدية أساسًا لها.
الجلد واستخداماته
يُستعمل الجلد في صناعة الملابس مثل المعاطف والسترات والأحذية والأحزمة والقفازات، إضافة إلى الحقائب والإكسسوارات المختلفة. وتُقدّر قيمة تجارة صناعة الجلود في العالم بأكثر من 500 مليار دولار سنويًا.
وتتصدّر إيطاليا وتركيا قائمة الدول المهيمنة على تجارة الجلود عالميًا، غير أن جزءًا كبيرًا من المواد الخام التي تُستخدم في مصانع هذه الدول مصدره الجلود الحيوانية الإيرانية.
في إيران، توجد عدة مراكز رئيسية لصناعة الجلود ومنتجاتها، وتُعَدّ تبريز من أبرزها. ويُعرف جلد تبريز كأحد أفضل أنواع الجلود في إيران والعالم، خصوصًا في صناعة الأحذية الجلدية، التي تمتاز بتاريخٍ طويلٍ من الحرفية والإتقان. وقد سُجّل حذاء الجلد التبريزي عام 2018م (1396 هـ.ش) ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لإيران.
تاريخ صناعة الجلود في إيران
يُعرف فنّ صناعة الجلود التقليدي في إيران باسم السِّرَاجي. ومنذ القدم، استُخدم الجلد الإيراني في صناعة الحقائب والأحذية والأحزمة والحُليّ وزينة الخيول والأثاث.
وتشير الوثائق التاريخية إلى أنّ صناعة الجلود في إيران ازدهرت بعد الغزو المغولي في القرن الثالث عشر الميلادي، وكانت مدن مثل تبريز وشيراز من أبرز المراكز الرائدة في هذا المجال.
وقد حافظ جلد تبريز على مكانته في العصور اللاحقة، ووجد له أسواقًا واسعة في روسيا والدولة العثمانية والهند. ولعل هذا السبب وراء اختيار تبريز لتأسيس أول مصنع للجلود في إيران عام 1929م (1308 هـ.ش). ويُقال إن تبريز في ذلك الوقت كانت تضمّ أكبر سوقٍ عالمي للأحذية والحقائب الجلدية.
بعد تبريز، أُنشئت مصانع مماثلة في مدن همدان وطهران وأصفهان. وبرغم انتشار الصناعة الحديثة في أنحاء البلاد منذ أوائل القرن العشرين، فإن جلد تبريز ما زال يحتفظ بمكانته المرموقة.
حاليًا، تُنتج تبريز نحو 40٪ من الأحذية الجلدية الإيرانية، كما تُعدّ من أهم مراكز إنتاج المنتجات الجلدية، إذ تضمّ ما يقرب من خمسة آلاف ورشةٍ تعمل في هذا المجال.
خصائص الجلد التبريزي
على الرغم من انتشار الإنتاج الصناعي للمنتجات الجلدية، لا تزال الورش التقليدية في تبريز تحافظ على نشاطها. وتشتهر منتجات تبريز بمرونتها ومتانتها وراحتها العالية.
يُستخرج الجلد المستخدم غالبًا من مواشي المناطق المحيطة بالمدينة، ويتميّز بجودته الممتازة. ويُرجع الخبراء سبب ذلك إلى الرعي في المراعي الطبيعية والعيش في مناخ أذربيجان النقي قليل التلوث، مما يمنح الجلود ملمسًا ناعمًا ومتانةً فائقة.
ومن بين جميع مناطق أذربيجان، يُعدّ جلد الماشية في منطقة مغان الأفضل والأجود.
ورغم توفّر المواد الأولية في المنطقة، فإن نقص البنية التحتية والاستثمار أدى إلى تصدير كميات كبيرة من الجلود الخام بدلًا من تصنيعها محليًا.
تُستخدم في تبريز أنواع متعددة من الجلود لصناعة المنتجات، من بينها جلد "شبرو" المصنوع من جلد الجاموس، وهو سميك وخشن الملمس وله محبّوه، وجلد "نوبوك" المستخرج من جلود الأغنام والأبقار والماعز، وهو أكثر نعومة وأناقة.
الأحذية الجلدية التبريزية
يُعتبر الحذاء الجلدي الكامل التبريزي من أهم منتجات المدينة. يتميّز هذا الحذاء بالراحة العالية ومقاومته الجيدة للصدمات، ويُعدّ من أطول الأحذية عمرًا.
وعلى عكس الأحذية الحديثة المصنوعة من مواد كيميائية، فإن الحذاء الجلدي التبريزي يتنفس طبيعيًا ويتوافق تمامًا مع بشرة القدم، مما يجعله خيارًا صحيًا ومريحًا.
كما يُعدّ الحذاء التبريزي من أجمل الهدايا التذكارية التي يمكن للسائح اقتناؤها، فهو منتج عملي وأنيق ومتين في آنٍ واحد. ويُعتبر سوق الأحذية والجلود الكبير في وسط تبريز المكان الأمثل لمشاهدة واقتناء هذه التحف الجلدية الأصيلة.
| الإسم | الجلد في تبريز، اقتراح لهدية أنيقة ودائمة |
| الدولة | إیران |
| المدن |












Choose blindless
العمى الأحمر العمی الأخضر العمی الأبیض اللون الأحمر من الصعب رؤیته اللون الأخضر من الصعب رؤیته اللون الأزرق من الصعب رؤیته أحادی اللون أحادی اللون خاصتغییر حجم الخط:
تغییر المسافة بین الکلمات:
تغییر ارتفاع الخط:
تغییر نوع الماوس: