أبَرْكُوهْ، مدينة تاريخية في منتصف يَزْد وشيراز وأصفهان

تُعتبر أبَرْكُوهْ واحدة من المدن النموذجية التاريخية في إيران، وتقع على ارتفاع 1510 مترًا فوق سطح البحر. ومنح موقعها الجغرافي في تقاطع ثلاث مناطق تاريخية هي فارس وأصفهان ويَزْد، لها مكانة مميزة. اليوم، تُعدُّ أبَرْكُوهْ مدينة تابعة لمحافظة يَزْد، ولكن هذا الموقع الجغرافي جعلها في بعض الأحيان تُعتبر جزءًا من محافظة فارس عبر التاريخ.
أبَرْكُوهْ مدينة صحراوية ذات متوسط هطول أمطار يبلغ 75.3 مليمترًا سنويًا، تتميز بمناخ حار وجاف. بيوتها مبنية بطريقة تقليدية ومتقاربة، وموادها الرئيسية هي الطين والطوب، وسقفها يتخذ الشكل القُبّي. على مرِّ التاريخ، كانت حياة أبَرْكُوهْ مثل العديد من مدن محافظة يَزْد، تعتمد على قنوات المياه. توجد في أبَرْكُوهْ قنوات مياه يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من ألف عام، وهذه القنوات تسقي الأراضي الزراعية والحدائق الخضراء في المدينة.

طرق الوصول إلى أبَرْكُوهْ
المسافة بين أبَرْكُوهْ ويَزْد على الطريق البري تبلغ 150 كيلومترًا. نظرًا لموقعها بين مدن أصفهان ويَزْد وشيراز، تُعدُّ أبَرْكُوهْ مكانًا مناسبًا للتوقف في الطريق والاستفادة من المعالم التاريخية. المسافة بين هذه المدينة وطهران تبلغ 740 كيلومترًا، ويستغرق قطع المسافة بالطريق البري حوالي ثماني ساعات. أبَرْكُوهْ لا تمتلك مطارًا خاصًا بها، ولكن يمكن السفر إلى يَزْد بالطائرة ثم استكمال الطريق بالسيارة. كما أنه لا يوجد خط سكة حديد مباشر إلى هذه المدينة، ولكن يمكن السفر بالقطار إلى يَزْد.

السكان والاقتصاد في أبَرْكُوهْ
أبَرْكُوهْ هي مدينة صغيرة يبلغ عدد سكانها أكثر من 50 ألف نسمة. بسبب الجفاف، فإن هجرة السكان الريفيين إلى المدينة تزيد من عدد سكانها يومًا بعد يوم. الزراعة وتربية المواشي هما الركيزتان الأساسيتان للاقتصاد في أبَرْكُوهْ، ولكن الجفاف المستمر قد تسبّب في مشاكل كبيرة لهذه المدينة. كما أن صناعات الحديد والفولاذ نشطة أيضًا في المدينة.

تاريخ أبَرْكُوهْ
تشير النصوص التاريخية إلى أن هذه المدينة كانت حتى القرن العاشر الميلادي واحدة من المدن الرئيسية في محافظة كرمان، ثم انضمت إلى محافظة فارس. تعود ذروة تاريخ أبَرْكُوهْ إلى فترة حكم آل بويه (أواخر القرن العاشر الميلادي). في ذلك الوقت، كانت القوافل تتوقف في هذه المدينة في طريقها بين يَزْد وأصفهان وشيراز.
في القرن الحادي عشر الميلادي، تم بناء سور حول المدينة لتأمينها. حتى القرن الثاني عشر الميلادي، تغيرت السيطرة على المدينة عدة مرات بين الحكام المحليين، لكن في فترة السلاجقة (القرن الثاني عشر) بدأت المدينة تتقدم مجددًا واستمرت في تطورها لعدة قرون بعد ذلك.
غزو الأفغان لإيران (1736م) ألحق أضرارًا جسيمة بأبَرْكُوهْ. استمرت حالة عدم الاستقرار في أبَرْكُوهْ حتى القرن العشرين. حاليًا، وبالرغم من احتوائها على العديد من المعالم التاريخية، فإن المدينة بحاجة إلى تحسين المرافق والبنية التحتية للسياحة.

المعالم السياحية في أبَرْكُوهْ
تحتوي مدينة أبَرْكُوهْ على حوالي 400 معلم تاريخي، يعد بعضها فريدًا من حيث التاريخ والهندسة المعمارية.

قبة أو كنبد عالی في أبَرْكُوهْ
تقع هذه البنية على تلة في أطراف المدينة ويمكن رؤيتها بسهولة من داخل المدينة. تعود قبة عالی إلى فترة الديلم (القرن الحادي عشر الميلادي) وتعدُّ من أقدم المباني الأضرحة في إيران.

مسجد جامع أبَرْكُوهْ
يعود قدَم المسجد إلى القرن الرابع عشر الميلادي. بعض أجزاء المسجد ربما تكون قد بنيت في فترات سابقة.

منزل آقازاده في أبَرْكُوهْ
أهم وأشهر جزء من هذا المبنى هو المئذنة ذات الطبقتين، التي يبلغ ارتفاعها 18 مترًا.

يخچال آقازاده في أبَرْكُوهْ
كانت يخچالَات أو الثلاجات المباني التي شُيدت لحفظ الثلج طوال السنة. كانت الهندسة المعمارية لهذه المباني دقيقة لدرجة أنها كانت قادرة على حفظ الثلج بشكل صلب حتى في أحر فصول السنة. بالإضافة إلى يخچال آقازاده، يوجد ثلاث يخچالات أخرى في أبَرْكُوهْ وهي برزن، هَک، ومریم‌آباد.

منزل صولت في أبَرْكُوهْ
يعدُّ هذا المنزل حاليًا متحفًا للفلكلور في أبَرْكُوهْ، ويعود تاريخه إلى فترة قاجار (القرن التاسع عشر).

شجرة سرو أبَرْكُوهْ
تقدّر أعمار هذه الشجرة بحوالي 4500 عام، وهي واحدة من أقدم الأشجار الحية في العالم.

قرية فَرَاغه في أبَرْكُوهْ
تشتهر فَرَاغه بطقوسها الخاصة بعيد الغدير. المحصول الرئيسي في هذه القرية هو الفستق. كما أن مناخ القرية المعتدل يجعلها وجهة مميزة للسياحة الصيفية.

قرية شَهرسَب
في هذه القرية القديمة، يوجد قلعة يُعتقد أنها كانت مكانًا لتربية الخيول.

منطقة جبل عیش‌اعلی وكفه طاقستان
تعدُّ هذه المنطقة البيئية، الواقعة في قلب الصحراء، من بين المعالم الطبيعية الجذابة في أبَرْكُوهْ، لما تحتويه من نباتات وحيوانات متنوعة. تبلغ مساحة هذه المنطقة حوالي 152 ألف هكتار.