شجرة سرو أبركوه، واحدة من أقدم الأشجار في العالم في قلب صحراء إيران

في الأدب الفارسي، يعتبر السرو رمزًا للحرية والصمود بفضل كونه شجرة دائمة الخضرة. تحظى هذه الشجرة بتقدير كبير في الثقافة الإيرانية لدرجة أنها تعد من الرموز الوطنية في إيران. في النقوش الحجرية التي تعود إلى العصور القديمة، تظهر صور السرو. وعلى مدار القرون، ارتبطت زخرفة البته جقه (التي تعد من الزخارف الإسلامية الأصيلة) بصورة السرو المنحني الذي يرمز إلى الجمال والقوة. وبناءً على هذا الإرث التاريخي، ليس من المستغرب أن شجرة سرو أبركوه، ذات العمر التقديري 4500 سنة، تعتبر من أقدم الكائنات الحية في قارة آسيا، ومن أقدم الأشجار في العالم، وتحظى بهذا القدر الكبير من الاحترام لدى الإيرانيين.

خصائص شجرة سرو أبركوه

يبلغ محيط جذع شجرة سرو أبركوه عند سطح الأرض 11.5 مترًا. يصل ارتفاع هذه الشجرة إلى 25 مترًا. هي من نوع السرو المتوسطي، وقطر جذعها يصل إلى 4.5 متر. يقدّر عمر الشجرة بحوالي 4500 سنة، لكن بعض العلماء يعتقدون أن عمر سرو أبركوه قد يتراوح بين 6000 و8000 سنة. وفقًا للقائمة التي تم إعدادها عن النباتات المعمرة الحية في العالم، فإن عمر 26 شجرة فقط يعود إلى ما قبل الميلاد، مما يضع سرو أبركوه في المرتبة التاسعة بين أقدم الأشجار الحية في العالم.

سرو أبركوه في النصوص التاريخية

إحدى الكتب التي تم فيها ذكر سرو أبركوه هو كتاب نزهت القلوب للمؤرخ حمدالله المستوفي، الذي كتب في سنة 740 هجريًا (1339 ميلاديًا). حيث ورد في الكتاب عن مدينة أبركوه: هناك سرو مشهور في العالم، مثل سرو كشمير وبلك، لكنه الآن أطول وأكبر منهما، وشجرة السرو في أرض إيران لا تشبهها شجرة أخرى. هذا القول يظهر أن سرو أبركوه كان معروفًا كشجرة عتيقة وقوية حتى قبل سبعة قرون.

في الرحلات الغربية المشهورة، مثل رحلة ماركو بولو التي تعود إلى القرن الرابع عشر الميلادي، تم الإشارة أيضًا إلى سرو أبركوه.

القصص حول سرو أبركوه

تروي العديد من القصص حول شجرة سرو أبركوه بين أهالي المدينة. على سبيل المثال، يقال إن زرع هذه الشجرة ينسب إلى يافث، ابن نبي الله نوح، ويعتقد أن ابن نوح قد زرع هذه الشجرة في هذا المكان بعد الطوفان الشهير الذي اجتاح الأرض.
ويعتقد البعض أن زرادشت، النبي الفارسي القديم، هو من زرع هذه الشجرة، ولذلك يطلق عليها أحيانًا سرو زرادشت. وفقًا لهذا الاعتقاد، دخل زرادشت أبركوه في أحد أيام شهر إسفند، وبعد زراعة بذرة هذه الشجرة، وعد الناس بشجرة ستظل خالدة في مدينتهم بينما يزول خلالها العديد من الحكام خلال حياته.
إحدى القصص الأخرى عن هذه الشجرة العتيقة تتعلق بـ أصحاب رس، وهم قوم كانوا يعبدون الأشجار. وفقًا لبعض الأشخاص، يعتقد أن سرو أبركوه كان واحدًا من 12 شجرة كان هذا القوم يعبدونها، وعندما لم يتوقفوا عن عبادتها رغم دعوة نبيهم، وقعوا في عذاب إلهي تمثل في الرياح الحمراء والنار.

حماية سرو أبركوه

بعد تسجيل شجرة سرو أبركوه في قائمة المعالم الطبيعية الوطنية في إيران، تم تنفيذ عدة مشاريع لحمايتها. في هذه المشاريع، تم التركيز على العوامل البيئية السلبية والتهديدات المفاجئة التي قد تهدد استمرارية حياة الشجرة. تم تركيب سياج حول الشجرة وتنظيم المساحة المحيطة بها، بالإضافة إلى استخدام طرق بيولوجية لمكافحة الآفات، والعمل على إصلاح جذع الشجرة وتركيب مانع للصواعق كجزء من إجراءات الحماية التي تم اتخاذها في السنوات الأخيرة.

طرق زيارة سرو أبركوه

تتمتع أبركوه بموقع جغرافي مميز حيث تقع بين ثلاث مدن تاريخية هي يزد وأصفهان وشيراز. تقع شجرة سرو أبركوه في جنوب غرب المدينة.

التسجيل الوطني لشجرة سرو أبركوه

تم تسجيل شجرة سرو أبركوه كأثر طبيعي ثالث في قائمة المعالم الوطنية الإيرانية. يعود تاريخ تسجيل شجرة سرو أبركوه في قائمة المعالم الوطنية إلى عام 2004 ميلاديًا (1382 هجري شمسي).