میبد، المدينة الصناعية والتاريخية الهامة في محافظة يزد

تقع مدينة ميبد في المنطقة الصحراوية، وتتمتع بمناخ حار وجاف. توجد في شمال غرب مدينة يزد، وتعد واحدة من المدن الاقتصادية والصناعية الهامة في المحافظة. تشير الأدلة المتاحة إلى أن تاريخ مدينة ميبد يعود إلى العصر الساساني (224-651 م). يعزز وجود بعض من أقدم وأعظم الآثار التاريخية في إيران من أهمية هذه المدينة بشكل كبير.

الجغرافيا والاقتصاد في ميبد

تتمتع ميبد بموقع جغرافي مميز، حيث يحدها من الشرق سهل واسع ومستوي، بينما من الغرب تحدها المرتفعات والمناطق الجبلية. وتحيط بالمدينة أراضٍ زراعية تستخدم لزراعة المحاصيل الزراعية والبستانية.

ترتفع مدينة ميبد عن سطح البحر بمقدار 1234 مترًا، ومتوسط هطول الأمطار فيها هو 51.4 مليمترًا سنويًا. مثل معظم المدن الصحراوية، تعتمد ميبد على القنوات المائية لتأمين مياهها، إذ تعتبر القنوات المصدر الرئيسي للمياه التي تستخدم في ري الأراضي الزراعية. حاليًا، تشتهر ميبد بصناعاتها في مجال صناعة الفخار والسيراميك، حيث تصدر منتجاتها إلى مختلف أنحاء العالم. توفر مدينة ميبد 25% من احتياجات إيران المحلية من الفخار والسيراميك، وتعتبر ثاني أكبر مدينة صناعية وتجارية في محافظة يزد.

القناة، الشريان الحيوي لتأمين المياه في مدينة ميبد

تاريخ مدينة ميبد

تم اكتشاف أولى آثار الاستقرار البشري بالقرب من الأنهار القديمة التي تمر عبر المدينة، حيث تقع اليوم مدن مثل فيروزآباد، مهرجرد، بيده وبارجين. يمكن إرجاع تاريخ تشكيل مدينة ميبد إلى العصر الساساني، ولكن في قلعة نارين في المدينة، وجدت بعض الطوب التي يعتقد أنها تعود إلى فترة الميديين (600 سنة قبل الميلاد).

المعالم السياحية في ميبد

تعتبر مدينة ميبد وجهة مثالية لمحبي زيارة المعالم التاريخية من فترات زمنية مختلفة، حيث تتمتع المدينة بتاريخ طويل يضاف إلى غنى آثارها.

قلعة نارين في ميبد

هذه القلعة، التي بنيت باستخدام الطوب المحكم، تعود إلى ما قبل الإسلام. تقع قلعة نارين في داخل مدينة ميبد على تلة مرتفعة، ويعتقد أن عمر هذه المعلمة التاريخية يعود إلى خمسة آلاف سنة. وفقًا لبعض الخبراء، كانت هذه القلعة مسكنًا للبشر في فترات تاريخية مختلفة، وقد شهدت عمليات بناء متتالية.

برج الحمام في ميبد

في الماضي، كان يتم بناء أبراج في نقاط مختلفة من المدن، حيث كانت هذه الأبراج تستخدم كمأوى للحمام. كان الهدف من بناء هذه الأبراج استخدام فضلات الحمام لأغراض زراعية وصناعية. تحتوي جدران البرج على العديد من الفتحات التي كانت تستخدم كمأوى للطيور. تتسم عمارة البرج بتوازن وتناظر جميلين، مما يضفي عليه منظرًا رائعًا.

الآثار الأخرى في مدينة ميبد تشمل قلعة مهرجرد، المسجد الجامع في فيروزآباد، المسجد الجامع في ميبد، كاروانسرای شاه عباسی، بالإضافة إلى متحف الزيلو والفخار الموجود داخل المدينة.

التراث الثقافي غير المادي في ميبد

من بين المعالم الثقافية غير الملموسة في ميبد، هناك اثنان يكتسبان أهمية خاصة:

1. مراسم شاه حسن و شاه حسین التي تقام كل ليلة في الأيام العشر الأولى من شهر محرم. وقد تم تسجيل هذه المراسم كتراث غير مادي لمدينة ميبد.
2. نخل‌گردانی ميبد التي تنظم في يوم عاشورا، وتعد من الطقوس القديمة التي تمارس في العديد من مدن محافظة يزد.

الحرف اليدوية في ميبد

اشتهرت ميبد منذ القدم بصناعة الفخار، الخراطة، وحياكة الأقمشة (مثل الشال، المناشف، الحقائب، والمفارش). ومع ذلك، يعتبر الزيلو أشهر الحرف اليدوية في هذه المدينة. وتلقب ميبد بمدينة الزيلو العالمية، حيث تم إنشاء متحف لعرض أقدم الزيلوهات في المدينة.

من التقاليد الطيبة لأهل ميبد هو وقف الزيلو، حيث كان العديد من الحرفيين في المدينة يتبرعون بجزء من منتجاتهم للأماكن المقدسة. يتميز زيلو ميبد عادةً بالألوان الزرقاء والبيضاء، وتصاميمه بسيطة ولكنها جذابة.

أحد أقدم وأجمل أمثلة الزيلو في ميبد يعود إلى عام 808 هجريًا (1405 ميلاديًا).