تكيه ميرچخماق یزد، 500 عام من استضافة عزاء محرم

ميدان ميرچخماق هو أحد الميادين القديمة في مدينة يزد، ويحيط به العديد من المعالم التاريخية. ومن هذه المعالم، تكيه ميرچخماق الذي يطلق عليه أحيانًا اسم ميرچقماق. التكيه هو من الأماكن الدينية في إيران التي تستخدم للعزاءات في محرم وإقامة مراسم التعزيه.

أغراض التكيه

توجد بنايات تحت مسمى تكيه في معظم مدن إيران، ولكن التكايا في مناطق وسط إيران الواقعة في أطراف الصحراء تتميز بهندسة خاصة. عادة ما كان يبني التكايا الأثرياء والأشخاص ذوي النفوذ في كل مدينة ويوقفونها لإقامة برامج العزاء والتعزية. ولهذا السبب كان يتم بناء العديد من المنازل السكنية للأعيان والأمراء بطريقة تسمح بإضافة سقف مؤقت أو خيمة كبيرة أو تغطية الحوض في وسط الفناء، لتوفير مساحة مسقفة لجمع الناس وإقامة مراسم التعزية.

في التكيه، تم تصميم غرف للجلوس للزوار. وعادة ما تبنى التكايا في أماكن ذات حركة مرور عالية لتسهيل الوصول إليها. وكانت معظم التكايا الإيرانية تبنى في نقاط التقاء بين منطقتين، ومن داخلها يتم إضافة فناء وغرف تجمع للناس، بالإضافة إلى مساحة مسقفة. كان فناء التكيه يسمى عباسية لأنه كان يستخدم لإقامة مراسم معركة ابي الفضل العباس (عليه السلام) والإمام الحسين (عليه السلام).

نظرًا لموقع التكايا في النقاط المهمة في المدينة، فقد كانت تستخدم أيضًا كمكان لتجمع الحرفيين وطرح مشكلاتهم النقابية والاقتصادية. كانت تكاليف صيانة وإقامة مراسم التكيه تغطى بالإضافة إلى النذورات والمساهمات الشعبية من المحلات التجارية التي كانت تبنى حوله.

بجانب التكايا الدائمة، كان أحيانًا تقام تكايا مؤقتة في بعض المدن والقرى. عادة ما يتم إنشاء التكايا المؤقتة من خلال بناء هياكل مؤقتة على جانب الطرق وحصر المساحات الصغيرة وتعليق لافتات وأعلام، وفي نهاية أيام العزاء يتم جمعها مرة أخرى. في هذه التكايا، نظرًا لصغر المساحة، لا يتم إقامة مراسم التعزية بشكل واسع، وتستخدم لاستقبال المواكب العزائية.

تاريخ تكيه ميرچخماق

تم بناء تكيه ميرچخماق في القرن الخامس عشر الميلادي في زمن حكم السلالة التيمورية في إيران. وفقًا للمصادر التاريخية، في ذلك الوقت كان الأمير جلال الدين چخماق قد تم تعيينه من قبل شاهرخ تيمور حاكمًا لمدينة يزد. كما كانت زوجة الأمير چخماق، السيدة فاطمة، قد شاركت في بناء هذا المعلم.

حتى اليوم، لا يزال يتم إقامة مراسم التعزية في تكيه ميرچخماق في يوم عاشوراء، حيث يجتمع الناس في الغرف المختلفة لمشاهدتها.

عمارة تكيه ميرچخماق

تتكون غرف تكيه ميرچخماق من غرفتين في طابقين، تم ترتيبها في ثمانية صفوف عمودية بجانب بعضها البعض. من بين هذه الصفوف الثمانية، يوجد صفان مكونان من ثلاثة طوابق. الغرف مرتبة بطريقة متقابلة لتشكل تناظرًا.

الغرفة الرئيسية في التكيه، التي كانت تعتبر مكانًا للجلوس الملكي ومكانًا لاستقرار الشخصيات الرسمية والأشخاص المرموقين، تقع في وسط الغرف، ومع ارتفاعها الشاهق، يمكن تمييزها بسهولة. هناك نقش في هذه الغرفة يظهر تاريخ 1258 هـ.ق الذي يوافق عام 1842 ميلادي. يميز الغرفة الرئيسية المنارات المرتفعة والديكورات الجميلة من البلاط الملون.

كانت المنارات العالية في تكيه ميرچخماق تستخدم في الماضي للأذان وأحيانًا لإعلان الأخبار الهامة بواسطة الناعي.

من بين السمات الخاصة لتكيه ميرچخماق هي العرائش المقوسة التي تعتبر من أبرز معالمه. تحت التكيه يوجد خزان مياه كان يستخدم من قبل العامة حتى قبل 40 عامًا، ولكنه جف الآن ويستخدم كمتحف للمياه.

نخل حیدری في تكيه ميرچخماق

في ساحة تكيه ميرچخماق يوجد نخلة كبيرة تعرف بنخلة حیدری. هذه النخلة هي هيكل مشكّل من خشب مقطع، يتم صنعه باستخدام عقدة خشبية وأعمدة كبيرة، وتحمل في عزاء الإمام حسين (عليه السلام)، الإمام الثالث لدى الشيعة، وتعرض بين الناس. يعتبر سكان يزد هذه النخلة رمزًا لجنازة الإمام حسين (عليه السلام)، وفي ذكرى استشهاده، يتم رفعها وتحريكها لتنظيم مراسم جنازته الرمزية.

مراسم حمل النخلة في تكيه ميرچخماق

تعد مراسم حمل النخلة من أشهر مظاهر العزاء في يزد خلال أيام محرم. وزنه النخل ثقيل جدًا لدرجة أن رفعه يتطلب 150 شخصًا قوي البنية. هذا النخل الكبير الذي يبلغ ارتفاعه وأبعاده حوالي 8.5 متر، تم صنعه في القرن الثامن عشر الميلادي في عهد السلالة الصفوية، وبذلك يعتبر هذا النخل الذي يعود تاريخه إلى حوالي 450 عامًا أقدم نخل في إيران.

تسجيل تكيه ميرچخماق كمعلم وطني

نظرًا لقيمته التاريخية، تم تسجيل تكيه ميرچخماق في قائمة التراث الوطني الإيراني في عام 1951 ميلادي (1340 هجري شمسي).