لار و تاريخه المليء بالأسرار

لار، مدينة تقع في جنوب محافظة فارس وتشتهر بأنها المدينة بدون أزقة. تتميز هذه المدينة بارتفاع درجات الحرارة والجفاف، فضلاً عن وجود العديد من بساتين النخيل وأحواض المياه. تعتبر هذه المدينة مركزاً لمقاطعة لارستان، وتبعد عن شيراز 330 كم وعن بندر عباس 190 كم. يبلغ عدد سكان هذه المدينة حوالي 70 ألف نسمة. يمكن الوصول إلى لار عبر البر. كما أن لها مطاراً يشهد رحلات إلى طهران، شيراز، الأهواز، دبي، الكويت، الدوحة والشارقة.

جغرافيا لار
ارتفاع لار عن سطح البحر 806 متر. متوسط درجة الحرارة السنوية في هذه المدينة هو 38 درجة مئوية، ومتوسط هطول الأمطار السنوي 203 ملم. صيف لارستان حار جداً وجاف، لكن من منتصف الخريف حتى منتصف الربيع يصبح الطقس معتدلاً.

اقتصاد لار
التجارة هي النشاط الرئيسي لسكان لارستان. وتعد التبادلات الاقتصادية بين لارستان وقطر والكويت والإمارات وعمان ملحوظة. كما أن هذا الإقليم يحتل المرتبة الأولى بين مناطق محافظة فارس من حيث توفر أربع مناطق صناعية قطبین صناعيين. يشكل إنتاج المواد الغذائية والمنتجات الصناعية والميكانيكية والمواد السليلوزية أبرز الأنشطة الصناعية في لار. كما توجد في لارستان مناجم للملح، الجبس، والجير.

تاريخ لار
في عهد الساسانيين (224 ق.م - 642 م) كان هناك معبد نيران في لار وكان يحظى باهتمام الدولة. ومنذ أواخر القرن الرابع الميلادي، كانت هذه المدينة مركزاً لصك النقود. كانت الطرق القديمة التي كانت تربط فيروز آباد واستخر بميناء سيراف القديم تمر عبر لار، لذلك كانت التجارة في هذه المدينة مزدهرة منذ العصور القديمة. بعد دخول الإسلام (القرن السابع الميلادي)، استمرت المدينة في حياتها وأدت دورها في التواصل. ووجود سوق القيصرية في لار، الذي يعد من أقدم الأسواق في إيران، يشهد على هذا الدور الذي كانت تؤديه المدينة.
خلال فترة الصفويين (1501 - 1736 م) كانت لار تعتبر ولاية كبيرة في جنوب فارس. بعد الزلزال الكبير الذي ضرب المدينة في عام 1960 م، تم تقسيم لار إلى قسمين جديد وقديم.

المعالم السياحية في لار
تاريخ لار الطويل إلى جانب موقعها الجغرافي جعل العديد من المعالم التاريخية تبقى داخل المدينة وخارجها.

المعالم التاريخية داخل المدينة
تشمل المعالم التاريخية داخل المدينة من العصور السابقة للإسلام حتى القرن التاسع عشر. قلعة أژدهاپيكر من العصور ما قبل الإسلام، وقبر والدة نادر شاه أو برج ننه نادر الذي يعود إلى فترة التيموريين (القرن الرابع والخامس عشر الميلادي)، بالإضافة إلى العديد من المباني مثل كاروانسرایات نو وجلشن وعمارة باغ نشاط ومرقد بیر سرخ، إلى جانب متحف الإثنوغرافيا في لار، تعد من أهم المعالم السياحية في المدينة.
من بين هذه المعالم، يعتبر سوق القيصرية مكاناً خاصاً للغاية. بني هذا السوق على شكل صليب ويعود تاريخه إلى أكثر من 13 قرناً. وقد كان سوق القيصرية في لار نموذجاً لبناء العديد من الأسواق التاريخية. أحد هذه الأسواق الذي تم بناءه بناءً على هذا النموذج هو سوق وکیل في شيراز الذي تم إنشاؤه في عهد كريم خان زند (القرن التاسع عشر).

المعالم التاريخية خارج المدينة
معبد آذر فرنبه أو كاريان الذي يقع في منتصف الطريق بين لار وسيراف يعد من أكبر وأهم معابد النار في إيران في فترة الساسانيين. كما أن جسر شاه عباسي الذي تم بناؤه في عهد الشاه عباس الأول (1587 - 1629 ميلادي) على نهر شور هو من المعالم التاريخية الأخرى في المدينة.
أيضاً، توجد عدة قباب ملحية تكونت من الرواسب الملحية على مر ملايين السنين، وتحتوي على مواد معدنية مثل الكبريت، اليورانيوم، الحديد، الكبريتات، والغرانيت. توجد هذه القباب الملحية في محيط مدينة لار، بالإضافة إلى توفير المواد المعدنية، فهي تعد من المعالم السياحية في لار.
توجد أيضًا منطقة هرمود المحمية بالقرب من لار، وتستضيف العديد من الأنواع النباتية والحيوانية. توفر هذه المنطقة ظروفاً مناسبة لإجراء أبحاث نباتية وحيوانية.