مسجد نصیرالملک في شيراز، قوس قزح من الألوان والأنماط في بناء ديني

يعتبر هذا المسجد من أقدم مساجد شيراز وأحد أجمل المساجد في إيران. يقع هذا المسجد في حي "کود عربان" بالقرب من مرقد شاهجراغ. تم بناء هذا المعلم في أواخر القرن التاسع عشر واستغرق بناءه أكثر من 12 سنة.

تاريخ مسجد نصيرالملک

بدأ بناء هذا المسجد في عام 1293 الهجري القمري (1876 ميلادي) وانتهى في عام 1305 الهجري القمري (1888 ميلادي). سبب تسميته بهذا الاسم هو إصدار أمر بناء المسجد من قبل شخص يدعى علي ملاباشي، الذي لقب بنصيرالملک، وكان من كبار الشخصيات في عهد القاجار. تبلغ المساحة الأساسية للمسجد 2212 متر مربع والمساحة الكلية 2980 متر مربع. المهندس المعماري الذي قام بتصميم المسجد هو محمدحسن معمار.

ميزات وهندسة مسجد نصيرالملک

يتميز مسجد نصيرالملک بجماليات بصرية رائعة. من اللحظة الأولى، يستحوذ المسجد على انتباه الزائر ويثير الدهشة. واحدة من الخصائص البارزة في هندسة المسجد هي وجود الأعمدة الخشبية في بعض الأماكن. هذه الأعمدة كانت تستخدم بناءً على خبرة المهندسين الإيرانيين كعوازل للصدمات في المباني لتجنب انهيارها في حالة حدوث زلازل. هذه الأعمدة عادة لا تظهر في الواجهة، ولكن في مسجد نصيرالملک يمكن رؤية مثل هذه الأعمدة في بعض المناطق.

مدخل المسجد

مدخل المسجد يحتوي على قوس كبير مزخرف ببلاط ملون بسبعة ألوان، مما يزين السقف. يعتبر التزيين المقرنس عند المدخل أول مظهر من مظاهر جمال المسجد، الذي يجذب انتباه كل من يراه. أبواب المدخل عبارة عن باب خشبي ذو لوحين، ويفوقه بيت شعر من الشاعر الشيرازي شوریده، يتضمن تاريخ بدء وانتهاء بناء المسجد.

الشبستان الغربية لمسجد نصيرالملک

الشبستان في العمارة الإيرانية هو قسم من المساجد له سقف عال. يوجد في المسجد شبستاننين: واحد في الغرب والأخر في الشرق. الشبستان الغربي مزخرف بالحجر و يحتوي على أعمدة حجرية مزخرفة بتصميمات لولبية في صفين مكونين من ستة أعمدة، بما يعادل اثني عشر عمودًا تمثل عدد الأئمة الشيعة. توجد سبعة أبواب خشبية في هذه الليلة، وكل باب يحتوي على مدخل مستقل. كانت هذه الشبستانات تستخدم في فصل الشتاء للصلاة. الواجهة الأمامية لهذا الشبستان، بعرض ستة أمتار، يحتوي على ثمانية أقواس وهي مرتبطة بالفناء. على الجدران الطينية وفوق الأقواس، توجد بلاطات مزخرفة بنقوش الزهور والآيات القرآنية.

الشبستان الشرقي لمسجد نصيرالملک

يشبه هذا الشبستان كثيرًا مسجد وکیل ومسجد مشیر، حيث تم استخدام أعمدة من الحجر المتين. تم تزيين القوس والجدران في هذه الليلة ببلاط جميل مزخرف بنقوش الزهور والآيات القرآنية بخط الثلث. حتى أرضية هذا الشبستان تم تزيينها بالبلاط الفيروزي. الحجر في محراب هذا الشبستان مصنوع من الرخام وهو منخفض عن مستوى المسجد كما هو الحال في المساجد الإسلامية. بسبب قلة أشعة الشمس في هذا الشبستان، عادة ما يتم استخدام هذه المنطقة في الصيف. يوجد في أحد الزوايا باب يؤدي إلى بئر ماء تسمى "جاه كاو"، حيث يمكن سحب الماء باستخدام قوة الثيران. يوجد أيضًا حوض مائي وطريق مغطى بالقرب من البئر. يوجد نقوش على الحجر في الردهة الشمالية لهذا الليلة تحتوي على بيت شعر وأسماء المهندسين المعماريين وتاريخ بدء وانتهاء البناء.

قوس اللؤلؤ

في المسجد تم بناء قوسين شمالي وجنوبي، وهما غير متشابهان من الناحية المعمارية. قوس الشمال يتميز بتزيين أكثر من قوس الجنوب. القوس الشمالي يحتوي على ثلاثة أقواس نصفية من ثلاث جهات ويربط من الجهة الرابعة بالفناء. من بين هذه الأقواس، يوجد قوس رئيسي يسمى "قوس اللؤلؤ" ويتميز بارتفاعه الكبير، وفي الجهة اليسرى من القوس يوجد تاريخ 1299 الهجري القمري (1881 ميلادي). بالإضافة إلى ذلك، يوجد في القوس الشمالي أربعة غرف.

تسجيل مسجد نصيرالملک كمعلم وطني

هذا المسجد الجميل الذي أصبح أحد رموز مدينة شيراز، تم تسجيله في قائمة المعالم الوطنية الإيرانية في عام 1979 ميلادي.