صابون مراغة، منتج صحي طبيعي وخالٍ من المواد الكيميائية الضارة

صابون مراغة
يُعَدّ الصابون اليوم من أكثر المواد استخدامًا في الصناعات الصحية والتجميلية، إلا أن معظم أنواع الصابون الحديثة تُصنع من مواد كيميائية لا تضرّ بالبيئة أثناء إنتاجها فحسب، بل إن الإفراط في استخدامها قد يُلحق الضرر بالبشرة أيضًا. ومع ذلك، ما تزال هناك أنواع تقليدية من الصابون تخلو من هذه العيوب، من أبرزها صابون مراغة، الذي يُعدّ من أشهر منتجات هذه المدينة ويُنتَج بطريقةٍ تقليدية.

تُعَدّ مراغة ثاني أكبر مدينة في محافظة أذربيجان الشرقية، وتضم آثارًا تاريخية وطبيعية عديدة. إضافة إلى معالمها، اشتهرت المدينة أيضًا بمنتجاتها الزراعية والحيوانية المتنوعة، ويأتي صابون مراغة في مقدّمة هذه المنتجات.

تاريخ صابون مراغة وفوائده

تشتهر مدينة مراغة بصناعة الصابون الطبيعي منذ ما لا يقل عن 150 عامًا. وبفضل طريقة تصنيعه ومكوناته الطبيعية، يحتفظ الصابون بخصائصه وجودته لأكثر من عشر سنوات، ويُقال إن صابون مراغة كلّما قَدُم أصبح أجود وأنقى وأقوى في التنظيف.

يُوصى باستخدام هذا الصابون لأصحاب البشرة الدهنية جدًا، إذ يجعل البشرة ناعمة بعد الغسل. يُنتَج صابون مراغة بثلاثة ألوان: الأبيض، والأصفر، والأسود. ويُصنع الصابون الأسود من بقايا الأنواع الأخرى، لذا يكون أرخص وأقل فعالية، لكن يُضاف إليه أحيانًا السدر والحناء لزيادة فوائده. يُستخدم هذا النوع كبديل طبيعي للشامبو، إذ يساعد على تقوية جذور الشعر، ويُقلل من القشرة وتساقط الشعر.

أما الصابون الأصفر فهو الأكثر شهرة بين الأنواع الثلاثة، إذ يتميز بدرجة حموضة متوازنة (pH) ونسبة مضبوطة من الأحماض، مما يجعله أقلّ تسببًا في الحساسية حتى للبشرة الحساسة.
غسل الشعر بصابون مراغة يُزيل الزيوت الزائدة والأوساخ التي تضرّ بفروة الرأس، كما أنه بخلاف الشامبو الصناعي، يساعد على فتح مسام الجلد وتحفيز إفراز الغدد الدهنية بشكلٍ طبيعي.

لقد أكسبت سلامة صابون مراغة وخصائصه المميزة هذا المنتج شهرة واسعة، فصار يُصدَّر إلى دولٍ مجاورة مثل تركيا، القوقاز، آسيا الوسطى، والعراق.

صابون مراغة وخبز السَّنْجَك

خبز السنْجَك من أشهر أنواع الخبز الإيراني التقليدي، ويُخبَز في فرنٍ خاص على حصى صغيرة وساخنة، ويُقدَّم مع أكلاتٍ شعبية مثل الدِّيزِي والكَله پَاجه (رأس الغنم).
ولكي تبقى الحصى داخل الفرن ملساء ومناسبة لفرش العجين عليها، يقوم الخبازون منذ القدم بدهن لوحٍ خشبيٍّ ثقيلٍ بالصابون ثم تمريره على الحصى. هذه العملية تمنع التصاق الحصى بالعجين وتساعد على تحميره بشكل متجانس.
ونظرًا لأن صابون مراغة مصنوع من مواد طبيعية بالكامل، فهو الخيار المفضل لدى خبازي خبز السنْجَك لما يتمتع به من أمانٍ وصحة.

طريقة صناعة صابون مراغة

المادة الأساسية في صناعة صابون مراغة هي الدهن الحيواني. ونظرًا لأن المدينة تُعدّ مركزًا رئيسيًا لإنتاج الصابون، تُجمع الدهون الحيوانية (الشحوم) من المدن المجاورة وتُنقل إلى مراغة.
تُسخَّن هذه الدهون في قدورٍ كبيرة، ثم يُضاف إليها الصودا الكاوية (هيدروكسيد الصوديوم)، وهي مادة صلبة بيضاء اللون قد تُسبب حروقًا كيميائية عند ملامسة الجلد، لكنها تُستعمل على نطاق واسع في صناعة الصابون.
بعد اكتمال التفاعل، يُصبّ المزيج في قوالب خاصة حتى يتصلّب، ثم يُقطّع ويُترك ليجفّ، ليصبح صابون مراغة جاهزًا للاستعمال.