التَّصْويرُ المَخطوطات، فنٌّ قَديمٌ لتَزيينِ الكُتُب في إيران.

التَّصْويرُ المَخطوطات، فنٌّ قَديمٌ لتَزيينِ الكُتُب في إيران.

التَّصْويرُ المَخطوطات، فنٌّ قَديمٌ لتَزيينِ الكُتُب في إيران.

فن النسخ الخطّي في إيران

قبل ظهور الطباعة، كان نسخ الكتب باليد الطريقة الأساسية لتكثير النصوص ونقل المعارف العلمية. وقد حول الإيرانيون هذا النشاط إلى فن حقيقي عرف باسم النسخ الخطّي.


النسخ الخطّي في إيران

انتشر فن النسخ في عهد الساسانيين على يد المانويين والمسيحيين واليهود، حيث كان المانويون الأسبق في هذا المجال. وقد عُثر على بعض الكتب التي صحّفوها في القرنين الثامن والتاسع الهجريين في تركستان الصينية.

بعد اختراع الورق في الصين، وصل إلى سمرقند عام 740م، ومن ثم انتشر تدريجيًا في الأراضي الإسلامية. وفي القرن العاشر الهجري، أصبح إنتاج الورق واسع النطاق، بينما تطورت في إيران تقنيات صناعة الورق باستخدام مواد محلية.


كيفية النسخ الخطّي

كان النسخ يتم عبر كتابة نص الكتاب باليد، ثم تزيين الصفحات بطرق متعددة، وأخيرًا تجليد الكتاب في غلاف متين. غالبًا ما كانت تُزيَّن الصفحات بـ شمسهات باستخدام فن التذهيب، ما أضفى جمالًا بصريًا وأتاح إمكانية التعريف بالحامي أو صاحب الكتاب.


المواد المستخدمة في النسخ الخطّي

اعتمد النسّاخ على ألوان نباتية ومعادن مثل:

  • المينيوم (تراب أحمر)

  • الزنجفر

  • الأوكر الأصفر

  • الزرنيخ الأصفر

  • الأبيض الجبسي

  • الأبيض الرصاصي

  • الأزرق النحاسي

  • مسحوق الرخام الأخضر

  • اللاجورد

كانت هذه الألوان تُخلط مع مذيبات طبيعية، ويستخدم النسّاخ ريشة مصنوعة من شعيرات القط أو السمور للرسم والتلوين.

أما الأغلفة فكانت تُصنع من جلد الماعز للجهة الخارجية وجلد الخروف للداخلية، وأحيانًا كان يُقص الجلد لتزيين الغلاف بالنقوش.


أغراض النسخ الخطّي

كانت بعض المخطوطات كبيرة الحجم وتُصنع بأمر من الملوك أو المسؤولين الحكوميين. كما كانت توجد ورش للنسخ الخطّي، وبيع وشراء الكتب المزخرفة أمرًا شائعًا، وكان الكتّاب يحظون بالاحترام.


تطور النسخ الخطّي في إيران

يُرجّح أن النسخ الخطّي بدأ في عهد الساسانيين، حيث عُثر على مخطوطات في مدينة استخر تشير إلى جذور هذا الفن.
بعد الإسلام، ازدهر فن النسخ في إيران، وتُحفظ بعض المخطوطات من القرن العاشر والحادي عشر الميلادي في مكتبة تشيستر بيتي بدبلن. ومن الأمثلة البارزة:

  • مصحف مزخرف بصف واحد من قرون الماعز الثنائي، محفوظ في إسطنبول، صنع عام 972م، بخلفية من مربعات الماس وزهرة وردية في تقاطعها.

  • مصحف آخر بخليطة تشبه تصميم بايزريك من عهد الفرس الأخمينيين.


التطور عبر العصور

  • العهد الإيلخاني (القرنان 13–14م): استخدام الزخارف الزاويّة، النجميّة، الصليبيّة واللوزيّة، وتصاميم على الأغلفة مثل أشجار النخيل أو الحواف الملتفة، مع استخدام الذهب للتزيين.

  • أوائل القرن 14م: تأثر فن النسخ بالزخارف الصينية مع دخول الأقمشة المزخرفة من الشرق، حيث بدأ استخدام حلقة الغيم الصينية في عهد تيموريين. وظهرت أساليب المزج بين الفن الإيلخاني والتيموري في الأسلوب الجلائري.

  • يزد، تبريز، هرات: تطوير أساليب تقليدية في المزج بين التصاميم الهندسية والنباتية والحيوانية، مع استخدام ألوان قوية مثل الأزرق، الذهبي، الأسود، الأبيض، الأخضر والبني.

  • أسلوب مظفري (القرن 15م): ظهور تصاميم تمثل البشر على الأغلفة، كما فعلت الشاعرة جهان خاتون لأول مرة بعد الإسلام، مما أضفى لمسة إنسانية على المخطوطات.

  • العهد الصفوي (16–18م): استخدام المهر الكبير للصور، التزيين الدقيق بالألوان على الأغلفة والهوامش والبطانة، والاعتماد على الصدف والمعادن والختم الذهبي لإنشاء التصاميم، مع ورق ذهبي مُزيّن بنباتات وزهور على خلفيات متعددة الألوان.

كانت المخطوطات الملكية في تبريز تظهر تأثير أسلوب هرات بوضوح، مع زخارف غنية وتفاصيل دقيقة، واستخدام الرزين للتلوين تحت الورنيش، وألوان ذهبية وحمراء وخضراء. وكان تصوير الملوك في الحدائق محاطين بالملائكة والخدم شائعًا جدًا في تلك الفترة.

 

الإسم التَّصْويرُ المَخطوطات، فنٌّ قَديمٌ لتَزيينِ الكُتُب في إيران.
الدولة إیران
أدخل النص الخاص بک واضغط على Enter

تغییر حجم الخط:

تغییر المسافة بین الکلمات:

تغییر ارتفاع الخط:

تغییر نوع الماوس: