الفضّة المنقوشة: فنّ صناعي قديم يُقدّم منتجات جميلة وقيّمة

الفضّة المنقوشة: فنّ صناعي قديم يُقدّم منتجات جميلة وقيّمة

الفضّة المنقوشة: فنّ صناعي قديم يُقدّم منتجات جميلة وقيّمة

يُعَدّ شراء الهدايا التذكارية والحِرَف اليدوية من أولويات كثير من السائحين أثناء زيارتهم للمناطق السياحية، إذ يسعون لاقتناء قطعة تعبّر عن ذكريات رحلتهم. وفي محافظة أذربيجان الشرقية، إحدى أهم المحافظات السياحية في إيران، تنتشر صناعات تقليدية عديدة تُعَدّ منتجاتها خياراً مثالياً للهدايا التذكارية. ومن أبرز هذه الصناعات فن النَّقْر على الفِضّة ، الذي يُعَدّ من أفخم وأرقى الفنون الحرفية في المنطقة، إذ تمتاز منتجاته بجمالها الباهر وصلابتها ومتانتها.
ونظراً لعراقة هذا الفنّ في أذربيجان الشرقية، سُجّل عام 2011م (1390هـ.ش) ضمن التراث الثقافي غير المادي للمحافظة، بهدف صون هذا الفنّ ونقله إلى الأجيال القادمة.


الفضّة وتاريخها

الفضّة معدن أبيض لامع ذو بريق جميل وليونة عالية. توجد في الطبيعة بشكلها النقي أو ضمن خليط معدني مع الذهب ومعادن أخرى. وغالباً ما تُستخرج الفضّة اليوم كمنتجٍ جانبي أثناء استخراج النحاس أو النيكل أو الرصاص أو الزنك.
تُعدّ الفضّة من أقدم المعادن الثمينة التي عرفها الإنسان؛ إذ استخدمها منذ نحو أربعة آلاف عام قبل الميلاد. وتشير المكتشفات الأثرية في تلال سِيلْك في كاشان إلى أن الإيرانيين في الألفية الرابعة قبل الميلاد أتقنوا استخراج الفضّة وتنقيتها وصناعة الأدوات الفضية. ومن أقدم القطع المعروفة الكأس الفضّي للإلهة العيلامية الذي عُثر عليه في مرودشت بمحافظة فارس، ويعود إلى نحو ألفي عام قبل الميلاد، وهو محفوظ اليوم في متحف إيران القديمة بطهران.
وخلال القرون الأخيرة، اكتُشفت خصائص جديدة للفضّة، منها القدرة العالية على توصيل الكهرباء والحرارة، ما زاد من قيمتها. وتُستخدم الفضّة اليوم في مجالات كثيرة، منها:

  • صناعة الحُليّ والأدوات الزخرفية،

  • التصوير الفوتوغرافي،

  • الصناعات الكيميائية،

  • صناعة الآلات الموسيقية وطب الأسنان،
    وأهمها الصناعات الإلكترونية الحديثة.


فنّ النقر على الفضة في أذربيجان الشرقية

تُبرز الخصائص الجمالية للفضّة مكانتها كأحد أهم المواد في صناعة الأواني والمجوهرات. وتُعَدّ أذربيجان الشرقية من المراكز الرئيسة لفنّ النقر على الفضة في إيران.
ومن أهم فروع هذا الفنّ الحفر بالنقش. ويتميّز الحرفيون في تبريز بأسلوب خاص يختلف عن أسلوب الفنانين في أصفهان؛ إذ لا يستخدمون الطرْق بالمطرقة على سطح الفضة، بل يعتمدون على الضغط اليدوي المباشر بقلم معدني خاص لنقش الزخارف، مما يجعل النقوش أكثر رقة وأقل عمقاً مقارنة بغيرها من الأعمال.

وإلى جانب القلم‌زني، ازدهر أيضاً فنّ الفِضّة‌سازی (صناعة الفضة). ففي أوائل القرن العشرين، انتقلت الأساليب الحديثة في صناعة الفضة من تركيا إلى تبريز، مما جعل المدينة مركزاً رئيساً لهذا الفنّ في إيران، ومن هناك انتشرت تقنياته إلى مدن أخرى.
يبرع صنّاع الفضة في تبريز في إنتاج أدوات المائدة الفاخرة والمجوهرات والأغراض الزخرفية مثل:
المرايا، الشمعدانات، الصواني، أوعية تقديم المكسرات، خواتم الخواتم، وإطارات الصور.

ويُعَدّ هذا الفنّ عملاً فردياً مبدعاً يُظهر ذوق الفنان وإبداعه في ابتكار التصميمات، وفي الوقت نفسه ذا طابعٍ صناعي وتجاري بفضل تنوّع المنتجات وإمكانية إصلاحها أو ترميمها عند الحاجة. وتشمل الفنون المرتبطة بالنقر على الفضة:
 صناعة الأدوات المعدنية،
التطعيم بالأسلاك الفضية الرفيعة
النقش والحفر الدقيق
النقش بالتظليل الأسود


الأرمن وصناعة الفضة في تبريز

منذ القدم، كانت أذربيجان الشرقية من المواطن الرئيسة التي سكنها الأرمن في إيران. وبعد اندلاع الحرب العالمية الأولى، هاجر عدد كبير من الأرمن من تركيا العثمانية إلى تبريز هرباً من الاضطهاد، واتّجه كثير منهم إلى حرفة الفضة كمصدر رزق.
ولا يزال حتى اليوم العديد من أسماء الفنانين الأرمن بارزة بين صُنّاع الفضة في تبريز، ممّا يدلّ على الدور التاريخي الكبير للأرمن في تطوّر هذا الفنّ الراقي في أذربيجان الشرقية.

الإسم الفضّة المنقوشة: فنّ صناعي قديم يُقدّم منتجات جميلة وقيّمة
الدولة إیران
المدن
أدخل النص الخاص بک واضغط على Enter

تغییر حجم الخط:

تغییر المسافة بین الکلمات:

تغییر ارتفاع الخط:

تغییر نوع الماوس: