الرسم الإيراني: تناغم متناغم للألوان والزخارف على القماش الأبيض

الرسم الإيراني: تناغم متناغم للألوان والزخارف على القماش الأبيض

الرسم الإيراني: تناغم متناغم للألوان والزخارف على القماش الأبيض

يُعدّ الرسم أحد الفروع المهمة للفنون البصرية في إيران، ويملك تاريخاً طويلاً يمتد من العصور ما قبل التاريخ وعصر الكهوف حتى العصر المعاصر، حيث تتنوع أعماله من حيث الأشكال، التقنيات، والموضوعات. كانت رسوم العصور ما قبل التاريخ غالباً ذات طابع ديني وزخرفي، لكنها مع مرور الزمن شملت موضوعات أخرى مثل الملحمة، الصوفية، الأخلاق، الحب، والدين. أول فترة تاريخية يظهر فيها أثر نشوء الرسم الإيراني هي العصر الحجري الحديث، الذي امتد لآلاف السنين وشهد قيام حكومات مختلفة. من أهم الأعمال الباقية من هذه الفترة: الرسوم الصخرية في جبل دشت في محافظة لرستان، والتي تُظهر مشاهد صيد الحيوانات بأسلوب بدائي وبسيط. كما تُعدّ القطع المكتشفة من الرسوم الصخرية، والفخار المنقوش، والتماثيل البرونزية والخواتم المنحوتة في مناطق مثل لرستان، شوش، تل سیلک كاشان، تل حصار دامغان، مؤشرات واضحة على الرسم في تلك الفترة التاريخية. الزخارف الهندسية، الحيوانية والبشرية، إلى جانب العناصر الطبيعية مثل الجبال، الماء، الشمس، القمر، صوّرت بخطوط بسيطة وأساسية، وكانت من أكثر الموضوعات شيوعاً في الرسم الإيراني القديم.

صخره‌نگاره/ شکار با تیر و کمان، کوه‌دشت لرستان، حدود ۸ هزار قبل از میلاد

فترات الرسم في إيران

يمكن تقسيم تاريخ الرسم الإيراني إلى خمس فترات رئيسية:

أ) الفترة القديمة

تُظهر هذه الفترة جذور الفن الإيراني عبر آلاف السنين، حيث تأثرت التقاليد البصرية بغرب آسيا، لتتشكل في نموذج هخامنشي. هذا النموذج ظل مختفياً تحت التأثير اليوناني، لكنه عاد للظهور في العصر الساساني، حيث اكتسب خصائص جديدة وفق السياق الاجتماعي والثقافي. كما أبدع الفرثيون وأثروا الفن بأساليب مدمجة، وكذلك آسيا الوسطى التي دمجت التأثيرات الإيرانية والهندية والصينية، لتشكل أنماطاً فريدة قبل أن تنتقل إلى العصر الإسلامي وتؤثر على الفن حتى عصر السلاجقة، فيما أنهى الغزو المغولي هذا المسار.

نقش برجسته رنگین/ نگهبانان نیزه‌دار، شوش، عصر هخامنشی

ب) الفترة الوسطى

أحدث غزو المغول نقطة تحول في تاريخ الرسم الإيراني، حيث شهدت القرون الممتدة من القرن الثامن إلى العاشر هجري تطوراً كبيراً في الرسم، خاصة في الورش الملكية التي ركزت على تصوير الكتب. ومع انتشار فن كتابية البلاط، قلّت الوظائف الاجتماعية للرسم، لكن توسعت موضوعاته وأساليب التعبير الفني.

نگاره‌ای متعلق به دوران میانه/ شاهنامه: نبرد بهرام گور با اژدها، ۷۷۲ ه.ق

 

ج) الفترة الحديثة

في القرن الحادي عشر الهجري، أصبحت أصفهان مركزاً اقتصادياً وثقافياً هاماً، وتأثرت فنونها بالرسم الأوروبي، مما أدى إلى ولادة فترة جديدة امتدت حتى أواخر القرن الثالث عشر الهجري، شهدت محاولات الدمج بين الأساليب الشرقية والغربية، حتى غلبت العناصر الأوروبية على التقليدية الإيرانية.

 اثری متعلق به دوران جدید/ جهانگشای نادری: جنگ نادر با افغان‌ها، حدود ۱۱۷۰ ه.ق

 

د) الفترة المعاصرة

مع الحركة الدستورية الإيرانية، ظهرت موجة تجديدية أثّرت على الأدب والفن. كمال الملك، كأحد آخر رسامي البلاط القاجاري، أسس مدرسة الصناعات المستظرفة لتعزيز التجديد في الرسم الإيراني. ومع ذلك، لم يحدث تغيير نوعي كبير في الرسم الإيراني، بل استمر التوجه نحو الدمج بين التقاليد الغربية والعودة إلى إرث الماضي. خلال هذه الفترة، برزت أربعة تيارات رئيسية: الرسم الأكاديمي، الرسوم الحديثة، الرسم الشعبي (قهوة خانه‌ای)، والرسم الحداثي.

 

 بدون عنوان/ پرویز کلانتری، کاهگل و رنگ روغن روی بوم، 1385

هـ) فترة الثورة الإسلامية

ارتبط الفن في فترة الثورة الإسلامية (1357 هـ.ش) بالسياسة والمجتمع، حيث ابتكر الفنانون الشباب أعمالاً واقعية وثورية، عُرفت لاحقاً بـ "رسم الثورة". كما شكلت الحرب العراقية-الإيرانية (1980-1988) مجالاً لتطوير فنون تعكس الدفاع، التضحية، الجهاد، الشهادة، والمقاومة، ليصبح الرسم في هذه الحقبة تياراً فنياً بارزاً يعتمد على المفاهيم الدينية والثورية والقيمية.

فیضیه/ حبیب‌الله صادقی،‌ رنگ روغن روی بوم، 1356

أنواع الرسم في إيران

1. الرسم المدرسي

بدأ هذا النوع في أواخر القاجار، حين أسس الفنانون كمال الملك وصنیع الملك مدارس لتعليم الرسم وفق الأساليب الأوروبية، بما فيها الطبيعة الواقعية واستخدام ألوان الزيت، لنقل خبراتهم إلى الجيل الجديد.

بعد عودتهما إلى إيران، أسسا خلال خمسين عامًا مدارسهما الفنية الخاصة، وفي هذه المدارس، كانا يقومان بتعليم وتدريب الرسامين الشباب استنادًا إلى طرق مدارس الفن الأوروبية.

فالگیر بغدادی/ رنگ روغن روی بوم، اثر کمال‌الملک، 1277 ه.ش

2. الرسم الشعبي (قهوة خانه‌ای)

نوع شعبي غير رسمي، ظهر خلال الحركة الدستورية. اعتمد الرسامون على تجربة عملية دون تعليم أكاديمي، وكان الهدف التواصل مع الناس العاديين عبر قصص وطنية، دينية وحماسية، باستخدام ألوان الزيت على القماش الكبير. أساس الرسم المقاهي كان يقوم على إقامة التواصل والارتباط مع الجماهير والتأثير في مشاعرهم وعواطفهم. ولهذا السبب، كان الرسامون المقاهي، الذين نشأوا بين الناس أنفسهم، يولون اهتمامًا أكبر للمعتقدات والعقائد العامة عند تصوير الشخصيات، أكثر من الاهتمام بالقصة الأصلية التي يجسدونها. كان هؤلاء الرسامون أحيانًا يعرضون موضوعًا واحدًا وأحيانًا عدة مواضيع ضمن لوحة واحدة. وكانت روايات شاهنامه الفردوسي، والمشاهد المرتبطة بواقعة كربلاء، وأيضًا خمسة نظامي، هي أكثر المصادر السردية التي اعتمد عليها رسامو المقاهي. من بين الفنانين البارزين في مجال الرسم المقاهي الإيراني يمكن الإشارة إلى الأستاذ حسين قوللر آغاسي والأستاذ محمد مدبر. 

 

3. حركة سقاخانه

أحد أبرز الحركات المحلية في انتقال الرسم الإيراني إلى العصر الحديث، حيث دمجت الزخارف التقليدية والعناصر الدينية مع أساليب الرسم الحديثة. اعتمد الفنانون على نقوش فارسية، رموز قديمة، وعناصر يومية مألوفة لتقديم أعمال أكثر طابعاً إيرانياً.ومن أبرز فناني حركة سقاخانه: حسين زندرودي، پرويز تناولی، صادق تبريزي، منصور قندريز، فرامرز پيلارام، ناصر أويسي، وزازه طباطبائي. 

دلداده/ اثر صادق تبریزی، ترکیب مواد روی بوم، دهه 1380 ه.ش

 

 

الإسم الرسم الإيراني: تناغم متناغم للألوان والزخارف على القماش الأبيض
الدولة إیران
نوعتلوین,تلوین
مشاهیر
جوائزدولی
أدخل النص الخاص بک واضغط على Enter

تغییر حجم الخط:

تغییر المسافة بین الکلمات:

تغییر ارتفاع الخط:

تغییر نوع الماوس: