الكاريكاتير: فن مؤثر ومبتكر في تاريخ إيران
الكاريكاتير: فن مؤثر ومبتكر في تاريخ إيران
فن الكاريكاتير يعني تكبير الملامح، وتشويهها، والمبالغة فيها عند تصوير الإنسان أو الحيوان أو الأشياء، من خلال خلق نوع من التشابه البصري القابل للتمييز. عادةً ما يُنشأ الكاريكاتير عن طريق تحريف بصري لجزء أساسي من الموضوع أو من خلال إظهار تشابه مع سلوكيات غير إنسانية. وغالبًا ما يُرتبط هذا الفن بالضحك والفكاهة، لكنه في كثير من الحالات يتجاوز المزاح ليصبح عملاً ساخرًا، تمثيليًا أو تلميحيًا، حيث الهدف من إنشائه ليس الترفيه عن المشاهد، بل دفعه إلى التفكير والتأمل. الكاريكاتير فن يُظهر الموضوع مباشرة للمشاهد في غياب الكلام أو الكتابة.
ينبع الكاريكاتير في أصله من الرسم والتصميم، لكنه يختلف عنهما بسبب ميوله الواضحة نحو الفكاهة والمزاح والهزل والسخرية. ولكي يحدد عمل الكاريكاتير حدوده مقارنة بالأنواع الأخرى من الصور، فإنه يحتاج إلى استخدام عناصر معينة والالتزام ببعض المبادئ. من أبرز هذه المبادئ والعناصر، حسب تصنيف عام، التضاد والتناقض، المحاكاة، المبالغة، التجريد، والرمزية.
الكارتون
يُطلق مصطلح الكارتون على الرسوم الفكاهية والساخرة التي تُنشر عادة في الصحف والمجلات. تتناول هذه الرسوم موضوعات محددة تبدو على السطح مضحكة، لكنها في جوهرها تحمل نوعًا من النقد. يشمل الكارتون نطاقًا أوسع من الموضوعات مقارنة بالكاريكاتير، حيث يمكن استخدام أشكال كاريكاتيرية كجزء من الرسوم الكارتونية.
وبالرغم من الفروق العملية والتاريخية واللغوية بين الكارتون والكاريكاتير، إلا أن المصطلحين يُستخدمان اليوم في العديد من الثقافات بمعنى واحد ويعتبران مترادفين.

کارتون داعش اثر محمدحسین نیرومند
تاريخ الكاريكاتير
تعود جذور عناصر الكاريكاتير، مثل المبالغة، التشويه، دمج الصور البشرية والحيوانية، والرسوم الهزلية، إلى الحضارات القديمة، ولا سيما اليونان وروما. بعد ذلك، ظهرت عناصر شبيهة بالكاريكاتير في العمارة في العصور الوسطى، وفي التماثيل والمنحوتات التي تجمع بين الإنسان ومخلوقات أخرى بطريقة غريبة. على سبيل المثال، هناك قرد يعزف الكمان على أحد أعمدة الكنائس، وحمار يمسك بدفتر النوتة الموسيقية أمامه.
لا يوجد اتفاق دقيق حول الزمن الذي ظهر فيه ما يُعرف اليوم بالكاريكاتير، لكن ما يبدو متفقًا عليه عبر التاريخ هو العلاقة بين ظهور الرسوم الساخرة والحركة الإصلاحية الدينية بعد العصور الوسطى. في هذه الفترة، أصبحت الرسوم الهزلية وسيلة لمواجهة الكنيسة والمعارضة لها.
كما قام فنانون مثل ليوناردو دا فينشي وجوزيبي أرشيمبالدو (1527–1593م) بتجارب في تحليل الوجوه أو دمجها مع الفواكه والخضروات، ما مهد الطريق لفهم الكاريكاتير فيما بعد. ومن الشخصيات المؤثرة أيضًا أنيبال كاراتشي (1560–1609م)، الذي يعتبره العديد من مؤرخي الفن رائدًا لفن الكاريكاتير بمعناه الحديث.
کاریکاتور ترامپ اثر سیدمسعود شجاعی طباطبایی
برامج تصميم الكاريكاتير
تنقسم برامج الكمبيوتر المستخدمة في تصميم ورسم الكاريكاتير إلى ثلاث فئات رئيسية:
-
البرامج غير الاحترافية: تعتمد على بعض الإعدادات المسبقة وتقوم تلقائيًا بعرض نسخة مبالغ فيها من بيانات الصورة، مثل وجه شخص مصوّر.
-
برامج متقدمة ثنائية وثلاثية الأبعاد: مخصصة لتصميم الرسوم المتحركة والكاريكاتير، مثل 3D Max، Maya، Mudbox، Toon Boom Studio، وCambridge Animation Animo. في هذه البرامج، يمكن للكاريكاتيري أو الرسام التحكم الكامل في التشويه والمبالغة.
-
برامج تحرير الصور الاحترافية: مثل Adobe Photoshop، التي تتيح للمصمم تعديل وإعادة بناء الصور على أي مستوى.
الكاريكاتير في إيران
ظهر الكاريكاتير في إيران مع بداية الحركة الدستورية وأوائل عهد مظفر الدين شاه قاجار. تميزت الأعمال في هذه الفترة، التي استمرت حتى عام 1339 هـ ش، بأسلوب حاد ولاذع، واستخدمت رسومات بسيطة وغير مبالغ فيها لسرد الأحداث السياسية اليومية.
المرحلة التالية في تاريخ الكاريكاتير الإيراني بدأت خلال عهد رضا شاه بهلوي (1256–1323 هـ ش)، حيث ظهرت الرسوم الفكاهية نتيجة إغلاق الطرق السياسية للنقد. وكان أبرز ما يميز الأعمال في هذه الفترة دمج النص المكتوب مع الصورة، وهو ما أصبح سمة مميزة للكارتون والكاريكاتير الإيراني.
بعد هذه المرحلة، بدأ الكاريكاتير الإيراني يظهر فيه المزيد من المبالغة والسمات المحلية. ويمكن ملاحظة ذلك في الدوريات مثل: توفيق، باباشمل، چلنگر، وكاريكاتور.

الكاريكاتير على غلاف مجلة الكاريكاتير: لاعبو المنتخب الإيراني في كأس العالم 1978 بالأرجنتين
ترجع إحدى التطورات الأساسية في الكاريكاتير الإيراني إلى عقود 1330 و1340 هـ ش. خلال هذه الفترة، ومع تطور وسائل الطباعة، وانتشار الصحافة والأدب التنويري، وزيادة الاتصال بالعالم الخارجي، ظهر نوع جديد من الكاريكاتير الفكاهي. وقد تشكّل جيل من الرسامين الكاريكاتيريين في إيران تحت تأثير الكاريكاتيريين الأوروبيين، ليصبح نموذجًا فكريًا وعمليًا للأجيال اللاحقة حتى اليوم.
الكاريكاتير في فترة الثورة الإسلامية
برز الكاريكاتير الإيراني في العقود التي سبقت الثورة الإسلامية بفضل فنّانين مبدعين وذوي تأثير مثل أردشير محصص، كامبيز درمبخش، أمين الله رضائي، ورضا شبيري. وخلال العقدين الأخيرين، استطاع الكاريكاتير الإيراني أن يثبت نفسه على المستويين المحلي والدولي.
يرجع هذا النمو الملحوظ إلى عدة عوامل، منها: ازدهار الصحف والمجلات، وتوفر وسائل جديدة للتواصل ونقل المعلومات، وتيسير الاتصال بالعالم الخارجي عبر التكنولوجيا والإنترنت، وارتفاع عدد خريجي الأقسام الفنية في الجامعات.
نتيجة لهذا التطور والتنوع، تمكن الرسامون الكاريكاتيريون الإيرانيون من المشاركة في العديد من المهرجانات العالمية البارزة، والفوز سنويًا بعدد كبير من الجوائز المهمة والمتنوعة.
كارتون بدون عنوان، من أعمال كامبيز درمبخش
| الإسم | الكاريكاتير: فن مؤثر ومبتكر في تاريخ إيران |
| الدولة | إیران |
| جوائز | دولی,وطنی |






Choose blindless
العمى الأحمر العمی الأخضر العمی الأبیض اللون الأحمر من الصعب رؤیته اللون الأخضر من الصعب رؤیته اللون الأزرق من الصعب رؤیته أحادی اللون أحادی اللون خاصتغییر حجم الخط:
تغییر المسافة بین الکلمات:
تغییر ارتفاع الخط:
تغییر نوع الماوس:
