غلامحسین أمیرخانی؛ أب الخط المعاصر في إيران

غلامحسین أمیرخانی؛ أب الخط المعاصر في إيران

غلامحسین أمیرخانی؛ أب الخط المعاصر في إيران

وُلِد غلامحسین أمیرخانی في 22 يناير 1940م في قرية شهرآسر في طالقان. منذ سن الثالثة أو الرابعة، تعرّف على الحروف والأرقام واكتسب مهارة الكتابة. وعندما كان في الخامسة، انتقل مع أسرته إلى طهران. عمل والد غلامحسین لفترة قصيرة في مصنع للجوارب في طهران، لكنه سرعان ما عاد إلى طالقان واشتغل بالتدريس في قرية شهرآسر. وبسبب طبيعة عمل والده، عاد غلامحسین وعائلته بعد سنة إلى طهران. أنهى غلامحسین الصف الأول الابتدائي في شهرآسر، ثم أتم الصف الثاني في مدرسة مسعود سعد في طهران.

عندما بلغ سنّ الشباب، عمل كحاسب في متجر تجاري، وهناك بدأ ممارسة فن الخط على العبوات. وعن هذه المرحلة، يقول الأستاذ: «أدركت أثناء عملي أنني أشعر بشغف لا يمكن كبحه عند الكتابة على العبوات، ولم أفكر إطلاقًا فيما أكتبه عليها، بل كان مجرد الكتابة بحد ذاتها تغمرني بالنشوة والبهجة». كما أشار في حديث آخر إلى أنه كان يتدرّب على الكتابة على جدران القش أو على ألواح وصفائح من الصفيح والحديد بسبب نقص الأدوات اللازمة لممارسة الخط.

في سن الثامنة عشرة، التحق بمحضر الأستاذ الراحل سيد حسين ميرخاني، وقد شكّلت هذه الصحبة تحولًا كبيرًا على المستوى الروحي والفني له. ولشغفه الكبير بالخط، التحق غلامحسین في سن التاسعة عشرة بجمعية الخطاطين الإيرانية، حيث تعرّف تدريجيًا على أساسيات هذا الفن. في 1961م، عمل في قسم الفنون الجرافيكية بوزارة الثقافة والفنون، واكتسب الخبرة على يد الأستاذ البارز صادق بريراني، كما استفاد من محضر أساتذة آخرين بارزين مثل الدكتور منوچهر آدمیت، مما ساعده على ترسيخ اسمه في ميدان الثقافة والفن.

في 1961م، حصل أمیرخانی على شهادة الدرجة الممتازة من جمعية الخطاطين الإيرانية، ولاقت أعماله اهتمام أهل الثقافة والفن. أدّت معرفته بالدكتور استخري، أحد الشخصيات البارزة في عصره، إلى تحول كبير في شخصيته وأسلوبه الفني. استمرت هذه الصداقة حتى 1981م، عام وفاة الدكتور استخري، وأسفرت عن تحرير نحو خمسة آلاف صفحة بعنوان «طلعة الحق»، نُشرت منها ۲۵۰۰ صفحة في ستة مجلدات.

في 1966م، أصبح أمیرخانی عضوًا في مجلس أمناء جمعية الخطاطين الإيرانية، وحصل في 1974م على رتبة تعادل درجة الأستاذية. في هذه الفترة، تعاونت الجمعية مع خطاطين بارزين مثل فتحعلي واشقاني، رضا مافي، كيخسرو خروش، أويس وفسي، علي أكبر خان كاوه، سيد حسين وسيد حسن ميرخاني، وإبراهيم بوزري.

تولى أمیرخانی رئاسة جمعية الخطاطين الإيرانيين في 1978م، واستمر في هذا المنصب حتى 2023م. في 1998م، تم انتخابه عضوًا دائمًا في أكاديمية الفنون الإيرانية، وفي 1999م حصل على وسام الدرجة الأولى للثقافة والفنون من رئيس الجمهورية، وفي 2002م تم تكريمه كواحد من الشخصيات البارزة في مؤتمر الشخصيات الخالدة. يشغل حاليًا منصب رئيس المجلس الأعلى لجمعية الخطاطين الإيرانيين.

 

الأسلوب الفني للأستاذ أمیرخانی

أسلوب الأستاذ أمیرخانی يعكس توليفًا غنيًا بين أساليب الخطاطين القدامى والمعاصرين، وهو متقن خط النستعلیق، وبارع أيضًا في الشكسته‌نستعلیق. لم يكن لديه نموذج محدد في شبابه، وعمل وفق ميله الذاتي، وقد نصحه أستاذه ميرخاني قائلاً: «أيها الشاب! لا تكتب مثلي، اكتب كما تكتب أنت، فهذا جيد».

يمتلك أمیرخانی إتقانًا كاملًا لجميع مقاييس القلم، ويكتب الصفحات والكتابات الجداريّة ببراعة فائقة. وقد أعاد الحياة للخط الفني بجانب الخط التطبيقي، ويقدّم توليفًا فنيًا رفيعًا بين أساليب الخطاطين القدماء والمعاصرين، مع الحفاظ على جماله وملاءمته للنظر. يعتمد في أعماله على النسب الذهبية في صعود وهبوط الحروف، كما يظهر تأثير ميرعلي هروي، سلطانعلي مشهدی، ميرزا غلامرضا أصفهاني، وميرعماد قزويني.

قام بتجارب بارزة في الجلیبا والقطع الفنية والبوسترات وأغلفة الكتب، كما أبدع في الكتابة الدعائية والفنية بأسلوب فريد ومنسجم، مستخدمًا أدوات متنوعة مع المحافظة على وحدة النص وجماله البصري.

في مجال السیاه‌مشق، رغم وجود نماذج جيدة مثل كتاب «صحيفة الوجود»، إلا أنه لم يخصص هذا الشكل للتركيز الجدي، نظرًا لتأثره بمدرسة ميرزا رضا کلهر التي تعتبر السياه‌مشق شكلًا تمرينيًا أكثر منه عملًا فنيًا رسميًا.

في مجال نسخ الكتب، يُعد أمیرخانی من أبرز نسّاخ العصر الحديث، مع اهتمام بجماليات ترتيب الأسطر والصفحات، مثل مقدمة كتاب «مناجاة منظومة للإمام علي (عليه السلام)» بأسلوب ميرعلي هروي.

كما يتميز بقدرة عالية على اختيار العبارات المناسبة التي غالبًا ما تحمل عبرًا وأخلاقًا، ويستطيع الدمج بين أربعة مجالات أساسية للخط في العصر المعاصر: القطع الفنية، الكتابت، البحث والدراسة، والتعليم، حيث حقق نجاحًا لافتًا في كل منها.


التعليم والتدريب

نقل أمیرخانی خبراته القيّمة إلى أجيال متعددة من الخطاطين، مؤسسًا منهج ثقافة الإيثار في التعليم الذي بدأ مع الأستاذ ميرخاني واستمر معه. درس عنده طلاب بارزون مثل: علي أشرف صندوق‌آبادي، جواد بختياري، علي شيرازي، أمير أحمد فلسفي، محمدعلي سبزه‌كار، محمدعلي قرباني وغيرهم. كما ألف عدة كتب لتعليم الخط وأعاد طبعها مرات عديدة، وشارك في عشرات المعارض الفردية والجماعية داخل إيران وخارجها، بما في ذلك إنجلترا، فرنسا، باكستان، وسوريا.


أبرز أعمال الأستاذ أمیرخانی

مناجاة مولى علي (عليه السلام)، دعاء كميل، ديوان حافظ، قصيدة قرآنية، شمس في الظل، طلعة الحق، ترجيع بند هاتف، سرو الظل القافل، جليات الحاجة في المناجاة، عدة صفحات من القرآن الحكيم، ربيع في الخريف، تركيب بند محتشم، رباعيات الخيام، رسم الخط لأميرخاني، صحيفة الوجود، قصائد قلمية عاشقة، حكاية عشق إيّاز، رسالة المودة، مشق اسم ليلى.

الإسم غلامحسین أمیرخانی؛ أب الخط المعاصر في إيران
الدولة إیران
نوعالخط العربی
جوائزدولی

استنادا الي الضرورات الآنفه الذكر في مجال العلاقات الثقافيه مع شعوب العالم ، فان رابطه الثقافه و العلاقات الاسلاميه حددت اهدافها ضمن اطر معينه ، منها تطوير و تعزيز العلاقات الثقافيه مع الشعوب و الامم المختلفه في العالم ، في سبيل ايجاد لغه واحده للحوار و التفاهم ، و ايضا القيام بالتبادل الثقافي ، و تقديم الصوره الكامله و اللائقه للثقافه و الحضاره الايرانيه و الاسلاميه ، و السعي لتعزيز العلاقات الثقافيه بين ايران و سائر دول العالم و كذلك المنظمات الدوليه ، و السعي الجاد لتحقيق الوحده الاسلاميه ، و التعريف الصحيح بمذهب اهل البيت (ع) و التخطيط و التحرك في مسير تحقيق الهدف المقدس و هو حوار الاديان و الحوار بين الحضارات [المزید]

أدخل النص الخاص بک واضغط على Enter

تغییر حجم الخط:

تغییر المسافة بین الکلمات:

تغییر ارتفاع الخط:

تغییر نوع الماوس: