
ميرعماد؛ رائد خط النستعليق في إيران
ميرعماد؛ رائد خط النستعليق في إيران
ميرعماد حسني سيفي القزويني؛ رائد خط النستعليق في إيران
وُلد ميرعماد حسني سيفي القزويني عام 961 هـ.ق في قزوين، ويُعدّ من أعلام فن الخط في تاريخ إيران. كان والده وأجداده من السادة الحسنيين في قزوين، وقد شغلوا مناصب هامة في جهاز حكام الصفويين، وكانوا جميعًا أهل ذوق وثقافة وفن وكتاب. خصوصًا جده ميرحسن علي، الذي اعتُبر من كبار الخطاطين والكتّاب والمحققين في زمانه. لذلك، نشأة ميرعماد في بيئة ثقافية متصلة بالجهاز الحاكم، وارتباطه بعائلات ذات مكانة، كانت من العوامل الاجتماعية والثقافية المهمة في نموه الفني.
بدأ ميرعماد مسيرته بالتعليم الأدبي، ومن المعروف أن أحد علوم الأدب في ذلك العصر كان فن الخط والخط العربي، فدخل هذا المجال وشرع في التعلم والممارسة. لقد جمع بين الموهبة الفطرية والوراثة الدقيقة والمثابرة، مما جعل خطه يُعرف في قزوين بسرعة، وتفوق تدريجيًا على أعمال أساتذة المدينة.
لم يمض وقت طويل حتى قرر ميرعماد السفر إلى تبريز للاستفادة من خبرة كبار الخطاطين في تلك الفترة، حيث تتلمذ على يد محمد حسين التبريزي، أحد أبرز خطاطي النستعليق. بعد فترة، قرر القيام برحلات للتعرف على أعمال الخطاطين في البلاد الإسلامية، وكان من أهم هذه الرحلات زيارة بيت الله الحرام لمشاهدة أعمال كبار الخطاطين على جدران الكعبة والمساجد.
عاد ميرعماد بعد ذلك إلى إيران، اعتقادًا منه بضرورة إتمام رسالته الفنية، واستمر في ممارسة فن الخط في قزوين، إلى أن جذبه الوضع السياسي والفني المتميز في أصفهان، فانتقل إليها. في البداية، كان ميرعماد يكتب على طريقة مير علي هروي ويتبع أسلوبه، لكن عند وصوله لأصفهان واكتشافه قطع خطوط باباشاه، أعجبه أسلوبه، وربما بسبب تدريبه على نسخ هذه القطع، تبنى ميرعماد أسلوب باباشاه في كتاباته لاحقًا.
تزامن تواجد ميرعماد في أصفهان مع حكم شاه عباس الكبير (996–1038 هـ.ق)، وهي فترة مهمة من الناحية الفنية والاجتماعية، حيث شهدت المدينة رعاية كبيرة للفنون وازدهار الحركة الفنية. واندمج ميرعماد في الجهاز الثقافي لشاه عباس، وكان همه الأساسي نشر فن الخط وتطويره وتعزيزه. كما عمل على بناء صلة وثيقة بين فناني إيران والهند والدولة العثمانية، وهو أمر لم يكن ليتم إلا في أصفهان.
خلال إقامته التي استمرت ستة عشر عامًا في أصفهان، درّب ميرعماد المئات من التلاميذ، ومن بينهم الذين أصبحوا أساتذة بارعين مثل:
-
نورالدين محمد لاهيجي
-
سيد علي خان جواهر رقم
-
عبدالرشيد ديليمي
-
مير إبراهيم أبوتراب الأصفهاني
ولم تقتصر براعة ميرعماد على الخط فقط، بل كان ملمًا بالأدب الفارسي والعربي، متمكنًا في النثر والشعر، ومتمتعًا بالكمال الأدبي والمعرفي.

کتابة سورة الحمد بقلم میرعماد
الأسلوب الفني ومدرسة ميرعماد
فيما يخص معايير مدرسة ميرعماد وخطه، يُشير الخبراء إلى أن طريقة كتابة المفردات والكلمات وأحجامها، والتكرار الدقيق للخط (دودانغنویسی)، وحتى الكتابة غير المنتظمة عمدًا، وتركيب الكلمات، والالتزام بخط القاعدة، والانحناءات المختلفة، وقوة وضعف ضغط اليد، واختيار لون الحبر، جميعها من خصائص قلم ميرعماد المميزة.
تتميز أعمال ميرعماد من حيث الجماليات والشخصية الفنية إلى درجة أنها تُعرض كمدرسة مستقلة في فن الخط. ويمكن ملاحظة وضوح هذه المدرسة وجمالياتها أكثر في أعماله من نوع الخط المتقاطع (چلیپایی). ويستند هذا الاستنتاج إلى برهانين: أولاً، مركزية قلم ميرعماد وخصائصه المميزة، وثانيًا، المكانة الفنية وأهمية قالب الخط المتقاطع بين أشكال الخط المختلفة.
أحد أسباب ظهور أسلوب ميرعماد الفريد هو أن أعماله المتبقية كانت أكثر انتشارًا وظهورًا أمام جمهور محبي الخط مقارنة بالخطاطين السابقين، كما أن شهرته الواسعة وهيمنته في عصره شجعت الخطاطين اللاحقين على المحاكاة والتدريب النظري والعملي على أسلوبه.
بفضل هذا، استمر أسلوب ميرعماد الخاص عبر تلاميذه وكثير من الخطاطين الآخرين، حتى أصبح تدريجيًا الأسلوب السائد في عصره.
لقد حظيت أعمال ميرعماد الرائعة بتأثير دولي، حتى أصبح أسلوبه النمط الغالب بين الخطاطين في الدولة العثمانية والهند، وكان تلاميذه يفتخرون بلقب "عماد الروم" أو "عماد الثاني" كرمز للاتباع والانتشار. ومن أشهر تلاميذ ميرعماد في الدولة العثمانية: ولي الدين أفندي، ومحمد رفيع كاتب زاده، ومحمد أسعد إساري.
ويُذكر أن الخطاطين في حياته كانوا يتبادلون أعماله مقابل الذهب، وقد كان ميرعماد عند وفاته من أغنى رجال إيران.
لقد حقق ميرعماد من خلال تنقيح وتحسين خطوط أسلافه، وإزالة الزوائد والشوائب من خط النستعليق، وتقريب نسب أجزاء الحروف والكلمات، الوصول إلى أعلى درجات الجماليات، أي ما يُعرف بـ النسبة الذهبية. ومن هنا، أسهم بشكل حاسم في رفع شأن خط النستعليق وتطويره إلى أقصى درجات الكمال الفني.

جلیبا بقلم میرعماد
تصنيف أعمال ميرعماد
يمكن تصنيف أعمال ميرعماد الحسني القزويني في فن الخط بشكل عام إلى أربعة أقسام رئيسية:
أ) الكتب: وتشمل أعمالًا مثلا: تحفة الأحرار لجامي، ديوان حافظ الشيرازي، گلشن راز للشيخ محمود شبستري، گلستان سعدي، تكملة النفحات، مثنوي گوي و چوگان لعارفي،تحفة الملوك، الأسماء الحسنى، سبحة الأبرار لجامي
وغيرها من الكت، ب) الرسائل والكتيبات: وتشمل:نصائح، مناجاة خواجه عبدالله انصاري، زينة الملوك، مناجاة الإمام علي بن أبي طالب (ع)، نصائح جامي لابنه، سبعة أحاديث لحسين كاشاني، رباعيات خیام
وغيرها من الرسائل الصغيرة.
ج) المرقعات: وتشمل النسخ المختلفة التي أُعدت باستخدام أقلام متعددة.
د) القطع: وتشمل القطع الفردية أو المجمعة مع أعمال خطاطين آخرين، ويُقدّر عدد القطع المرقمة باسم ميرعماد بحوالي 160 قطعة.
وفي الختام، يمكن القول إن أعمال ميرعماد البارزة أصبحت اليوم زينة للمتاحف الكبرى في إيران والعالم. وقد نُقلت بعض أعماله إلى متحف الخط في قزوين بقصر چلّهستون. بالإضافة إلى ذلك، توجد مجموعة نفيسة من أعماله مطبوعة ومتاحة لعشاق الخط الإيراني التقليدي في متحف المتروبوليتان بنيويورك. وقد أسس ميرعماد مدرسة خطية خالدة، لا تزال بعد حوالي أربعة عشر قرنًا قائمة وتحتفظ بمتابعيها ومحبّيها.
توفي ميرعماد عام 1024 هـ.ق عن عمر يناهز 63 عامًا، ويقع مقبرته في مدينة أصفهان، في الجهة الشرقية من صحن صغير بمسجد مقصودبيك، المدينة التي كانت حاضنة للفن والثقافة.

بعض من أهم أعمال ميرعماد الحسني القزويني في الخط
من أبرز أعمال ميرعماد:
الكتب: تحفة الأحرار لجامي، ديوان حافظ الشيرازي، گلشن راز للشيخ محمود شبستري، گلستان سعدي، تكملة النفحات، مثنوي گوي و چوگان لعارفي، تحفة الملوك، الأسماء الحسنى، سبحة الأبرار لجامي
الرسائل والكتيبات: نصائح، مناجاة خواجه عبدالله انصاري، زينة الملوك، مناجاة الإمام علي بن أبي طالب (ع)، نصائح جامي لابنه، سبعة أحاديث لحسين كاشاني، رباعيات خیام
الإسم | ميرعماد؛ رائد خط النستعليق في إيران |
الدولة | إیران |
نوع | الخط العربی |






Choose blindless
العمى الأحمر العمی الأخضر العمی الأبیض اللون الأحمر من الصعب رؤیته اللون الأخضر من الصعب رؤیته اللون الأزرق من الصعب رؤیته أحادی اللون أحادی اللون خاصتغییر حجم الخط:
تغییر المسافة بین الکلمات:
تغییر ارتفاع الخط:
تغییر نوع الماوس: