ميرزا غلامرضا أصفهاني؛ الخطاط الذي كان يستنير بالإمام علي (عليه السلام)

ميرزا غلامرضا أصفهاني؛ الخطاط الذي كان يستنير بالإمام علي (عليه السلام)

ميرزا غلامرضا أصفهاني؛ الخطاط الذي كان يستنير بالإمام علي (عليه السلام)

ميرزا غلامرضا أصفهاني؛ الخطاط الذي كان يستنير بالإمام علي (عليه السلام)

ميرزا غلامرضا أصفهاني، أحد عباقرة فن الخط في عصر القاجار، وُلِد في عام 1246هـ.ق في أسرة متوسطة في أصفهان. كان والده، ميرزا جان، يعمل في صناعة الحلويات، ونظرًا لأنه لم يُرزق بأبناء ذكور رغم وجود عدة بنات، توجه لزيارة الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، وبعد توسل إلى هذا الإمام الجليل، أنعم الله عليه بولد، فسُمي غلامرضا.

بدأ غلامرضا تعليمه في المدرسة الدينية وهو في سن الخامسة، وبعد عامين أصبح قادرًا على قراءة القرآن الكريم. كما كتب بنفسه في قطعة فنية بخط الشكسته أنه في سن السابعة، رأى في المنام الإمام علي (عليه السلام)، الذي شجّعه على الكتابة على الألف واللام. وعندما روى الحلم لمعلّمه في اليوم التالي، شجّعه الأخير على تعلم فن الخط.

منذ سنوات المراهقة، كان ميرزا غلامرضا يكتب الخطوط بثبات، متأثرًا بأستاذه مير سيد علي حكّاك، الذي تأثر بدوره بأسلوب ميرعماد، فأسس ميرزا أساس خطه وفق مدرسة ميرعماد. وتُظهر آثار طفولته وشبابه أنه سعى للاتباع جزئيًا لأسلوب ميرعماد في سنواته الأخيرة. رغم أن خطوط طفولته وشبابه لم تكن بالبراعة الكاملة التي وصلت إليها في مراحل متقدمة من حياته، إلا أنها كانت متينة وواضحة، وقد بلغ خطه مستوى الإتقان بين سن 22 و25 عامًا.

وفقًا لما ذكره معتضدالدولة مهران، فقد لفت ميرزا غلامرضا الأنظار إلى نفسه لدى محمد شاه القاجار في سن السابعة، وبعد أربع سنوات حصل على شهادة الخط الممتاز من هذا الملك القاجاري. وفي العقد الثاني من حياته، بلغ الكمال في خط النستعلیق، وعلّم الأمراء ورجال الدولة وأبناء الشخصيات البارزة في عصر القاجار، ليصبح أحد أبرز الخطاطين في حياته.

كانت تجربته في الوصول إلى البلاط القاجاري والمكتبة الملكية فرصة قيّمة لا تتاح لكل خطاط شاب. وقد درس ميرزا أعمال أسلافه العظام، وخاصة ميرعماد، في ضوء ما توفر له من مخطوطات في المكتبة الملكية، مما أتاح له فهمًا عميقًا لفن الخط النقي. ومن هنا حافظ ميرزا على أسلوب ميرعماد ووسّعه لفترة طويلة.


السياه‌مشق (الخط التظليلي)

يعدّ السياه‌مشق تجربة نادرة حتى بين معاصري ميرزا غلامرضا، لكنه كان يقدّرها كثيرًا ويعتبرها مجالًا لابتكار أساليب جديدة. اهتمامه الخاص بالخط التظليلي وإيجاد توليفات مبتكرة في حروف وكلمات النستعلیق جعله ينتج معظم أعماله في أشكال متنوعة من السياه‌مشق. تقريبًا منذ عام 1280هـ.ق وعندما بلغ الخامسة والأربعين، بلغ الكمال في النظام الهندسي للخط، وابتكر أسلوبًا جديدًا تجريديًا في السياه‌مشق، حيث تم تقليل الجانب الأدبي أو حذفه، وبرزت صياغة وتنسيق الحروف والكلمات في طيف يتراوح بين الانسجام الكامل والتشابك المطلق. ويُعدّ هذا الابتكار استثنائيًا، إذ لم يُشهد له مثيل منذ ابتكار السياه‌مشق في العصر الصفوي حتى عصر ميرزا غلامرضا، وقد منح السياه‌مشق شخصية مستقلة بفضل جهوده.


الخط الشكسته

بحسب العديد من خبراء الخط، بدأ ميرزا غلامرضا منذ عام 1284هـ.ق تدريبًا مهنيًا مستندًا إلى خطوط الخطاط الشهير درويش عبدالمجيد طالقاني. ويدل على ذلك قطعة بخط الجلي كتب فيها:
"ستكون الكلمات الصعبة جيدة، نصحني المحسنون، وضرب الطوب في البحر بلا جدوى."

تدريب ميرزا على الخط الشكسته بهدف التميز فيه أثر بعمق على أسلوبه. بين عامي 1284 و1294هـ.ق، بدأت حروف وكلمات ميرعماد النحيلة والرفيعة تُستبدل تدريجيًا بحروف وكلمات أكثر امتلاءً، متأثرة بعناصر الخط الشكسته. ويمكن ملاحظة تأثيرات الخط الشكسته بوضوح في أعماله النستعلیقية في سنواته الأخيرة.


أسلوب ميرزا غلامرضا الفريد

يمكن تلخيص تطور أسلوبه في ثلاث نقاط رئيسية:

  1. الاستلهام من خط ميرعماد كأساس رئيسي.

  2. ظهور عناصر جمالية أصيلة من خلال السياه‌مشق.

  3. تأثير الخط الشكسته النستعلیقي على خطه.

هذا التطور الفريد لم يسبق لأي خطاط آخر، لذا يُعتبر أسلوب ميرزا غلامرضا متميّزًا للغاية. وهو بحق مؤسس أسلوب جديد في النستعلیق، يجمع بين التداخل بين الشكسته، السياه‌مشق، والنستعلیق ميرعماد، مع اختيار أنقى العناصر الجمالية من كل منها. وقد تفوق في كتابة الشكسته النستعلیقي، وخصوصًا بحروف الجلي، حتى على معلمه درويش عبدالمجيد، بسبب إتقانه الكامل للنستعلیق وحبه للجلي وكتابة اللوحات.

غالبًا ما كان يوقع أعماله بعبارة: "يا علي مدد"، ويُعدّ من بين القلائل الذين بلغوا درجة الإتقان في النستعلیق والشكسته على حد سواء.


أبرز أعمال ميرزا غلامرضا أصفهاني

رسالة تحفة الوزراء، رسالة في مصطلحات الصوفية، گلستان سعدي بخط الشكسته، روضة سعدي بخط الشكسته، رحلة الحاج السياح،  298 صفحة بياض، كتابة اللوحات في مدرسة سبهسالار، ميدان بهارستان، طهران

الإسم ميرزا غلامرضا أصفهاني؛ الخطاط الذي كان يستنير بالإمام علي (عليه السلام)
الدولة إیران
نوعالخط العربی

استنادا الي الضرورات الآنفه الذكر في مجال العلاقات الثقافيه مع شعوب العالم ، فان رابطه الثقافه و العلاقات الاسلاميه حددت اهدافها ضمن اطر معينه ، منها تطوير و تعزيز العلاقات الثقافيه مع الشعوب و الامم المختلفه في العالم ، في سبيل ايجاد لغه واحده للحوار و التفاهم ، و ايضا القيام بالتبادل الثقافي ، و تقديم الصوره الكامله و اللائقه للثقافه و الحضاره الايرانيه و الاسلاميه ، و السعي لتعزيز العلاقات الثقافيه بين ايران و سائر دول العالم و كذلك المنظمات الدوليه ، و السعي الجاد لتحقيق الوحده الاسلاميه ، و التعريف الصحيح بمذهب اهل البيت (ع) و التخطيط و التحرك في مسير تحقيق الهدف المقدس و هو حوار الاديان و الحوار بين الحضارات [المزید]

أدخل النص الخاص بک واضغط على Enter

تغییر حجم الخط:

تغییر المسافة بین الکلمات:

تغییر ارتفاع الخط:

تغییر نوع الماوس: